ثم بين سبحانه حال كل فريق من المختصمين فقال : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ( 32 ) }{ فَمَنْ } أي لا أحد { أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ } فزعم أن له ولدا أو شريكا أو صاحبة { وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ } وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعاء الناس إلى التوحيد ، وأمرهم بالقيام بفرائض الشرع ، ونهيهم عن محرماته ، وإخبارهم بالبعث والنشور ، وما أعد الله للمطيع والعاصي ، وقوله : { إذ جاءه } ظرف لكذب بالصدق أي كذب بالقرآن في وقت مجيئه . أي فاجأه بالتكذيب لما سمعه من غير وقفة ، ولا إعمال روية بتمييز بين حق وباطل كما يفعل أهل النُّصْفَة فيما يسمعون ، ثم استفهم سبحانه استفهاما تقريريا فقال :
{ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ } أي أليس لهؤلاء المفترين المكذبين بالصدق ؟ والمثوى المقام وهو مشتق من ثوى بالمكان إذا أقام به ، يثوي ثواء وثويا ، مثل مضى مضاء ومضيا ، وحكى أبو عبيدة أنه يقال : أثوى ، وأنكر ذلك الأصمعي وقال : لا نعرف أثوى
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.