تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

ثم هناك داخل الجنة جنتان أخريان . وهما كما يقول تعالى : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } لفريق آخر من المؤمنين العاملين المخلصين .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

شرح الكلمات :

{ ومن دونهما جنتان } : أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في ذكر إنعام الله تعالى وإفضاله على عباده فقال { ومن دونهما جنتان } أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه من السابقين وهاتان لمن خاف مقام ربه من أصحاب اليمين وقد يكون العكس كذلك والله أعلم بأي الجنتين أفضل ، اللهم ارزقنا ما شئت منهما فإنا بعطائك راضون ولك حامدون شاكرون

الهداية

من الهداية :

- بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نِعم الدنيا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

{ وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } من فضة بنيانهما وآنيتهما وحليتهما وما فيهما لأصحاب اليمين .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

{ ومن دونهما } وسوى الجنتين الأوليين { جنتان } أخريان

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

قوله تعالى : " ومن دونهما جنتان " أي وله من دون الجنتين الأوليين جنتان أخريان . قال ابن عباس : ومن دونهما في الدرج . ابن زيد : ومن دونهما في الفضل . ابن عباس : والجنات لمن خاف مقام ربه ، فيكون في الأوليين النخل والشجر ، وفي الأخريين الزرع والنبات وما انبسط . الماوردي : ويحتمل أن يكون " ومن دونهما جنتان " لأتباعه لقصور منزلتهم عن منزلته ، إحداهما للحور العين ، والأخرى للولدان المخلدين ، ليتميز بهما الذكور عن الإناث . وقال ابن جريج : هي أربع : جنتان منها للسابقين المقربين " فيهما من كل فاكهة زوجان " [ الرحمن : 52 ] و " عينان تجريان " [ الرحمن : 50 ] ، وجنتان لأصحاب اليمين " فيهما فاكهة ونخل ورمان " [ الرحمن : 68 ] و " فيهما عينان نضاختان " [ الرحمن : 66 ] . وقال ابن زيد : إن الأولين من ذهب للمقربين ، والأخريين من ورق لأصحاب اليمين .

قلت : إلى هذا ذهب الحليمي أبو عبدالله الحسن بن الحسين في كتاب " منهاج الدين " له ، واحتج بما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس " ولمن خاف مقام ربه جنتان " [ الرحمن : 46 ] إلى قوله : " مدهامتان " قال : تلك للمقربين ، وهاتان لأصحاب اليمين . وعن أبي موسى الأشعري نحوه . ولما وصف الله الجنتين أشار إلى الفرق بينهما فقال في الأوليين : " فيهما عينان تجريان " [ الرحمن : 50 ] وفي الأخريين : " فيهما عينان نضاختان " [ الرحمن : 66 ] أي فوارتان ولكنهما ليستا كالجاريين لأن النضخ دون الجري . وقال في الأوليين : " فيهما من كل فاكهة زوجان " [ الرحمن : 52 ] فعم ولم يخص . وفي الأخريين : " فيهما فاكهة ونخل ورمان " [ الرحمن : 68 ] ولم يقل كل فاكهة ، وقال في الأوليين : " متكئين على فرش بطائنها من إستبرق " [ الرحمن : 54 ] وهو الديباج ، وفي الأخريين " متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان " [ الرحمن : 76 ] والعبقري الوشي ، ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي ، والرفرف كسر الخباء ، ولا شك أن الفرش المعدة للاتكاء عليها أفضل من فضل الخباء . وقال في الأوليين في صفة الحور : " كأنهن الياقوت والمرجان " [ الرحمن : 58 ] ، وفي الأخريين " فيهن خيرات حسان " [ الرحمن : 70 ] وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان . وقال في الأوليين : " ذواتا أفنان " [ الرحمن : 48 ] وفي الأخريين " مدهامتان " أي خضراوان كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان ، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان ، والأخريين بالخضرة وحدها ، وفي هذا كله تحقيق للمعنى الذي قصدنا بقوله " ومن دونهما جنتان " ولعل ما لم يذكر من تفاوت ما بينهما أكثر مما ذكر . فإن قيل : كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين كما ذكر أهل الجنتين الأوليين ؟ قيل : الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه إلا أن الخائفين لهم مراتب ، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد رتبة في الخوف من الله تعالى ، والجنتان الأخريان لمن قصرت حال في الخوف من الله تعالى . ومذهب الضحاك أن الجنتين الأوليين من ذهب وفضة ، والأخريين من ياقوت وزمرد وهما أفضل من الأوليين ، وقوله : " ومن دونهما جنتان " أي من أمامهما ومن قبلهما . وإلى هذا القول ذهب أبو عبدالله الترمذي الحكيم في " نوادر الأصول " فقال : ومعنى " ومن دونهما جنتان " أي دون هذا إلى العرش ، أي أقرب وأدنى إلى العرش ، وأخذ يفضلهما على الأوليين بما سنذكره عنه . وقال مقاتل : الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم ، والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

ولما كان قد علم مما ذكر أول هذا الكلام من الخوف مع ذكر وصف الإكرام ، وآخره من ذكر الإحسان أن هذا الفريق محسنون ، وكان من المعلوم أن العاملين طبقات ، وأن كل طبقة أجرها على مقدار أعمالها ، اقتضى الحال بيان ما أعد لمن دونهم : { ومن دونهما } أي من أدنى مكان ، رتبة مما تحت جنتي هؤلاء المحسنين المقربين { جنتان * } أي لكل واحد لمن دون هؤلاء المحسنين{[62021]} من الخائفين وهم أصحاب اليمين ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : دونهما في الدرج ، وجعل ابن برجان الأربع موزعة بين الكل ، وأن تخصيص هذه العدة إشارة إلى أنها تكون جامعة لما في فصول الدنيا الأربعة : الشتاء والربيع والصيف والخريف ، وفسر بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم " جنتان من ذهب أوتيتهما وما فيهما وجنتان من فضة أوتيتهما وما فيهما " ثم جوز أن يكون المراد بالدون الأدنى إلى الإنسان ، وهو البرزخ ، فتكون هاتان لأهل البرزخ كما كان { وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك } من{[62022]} عذاب القبر


[62021]:-زيد من ظ.
[62022]:- من ظ، وفي الأصل: في.