الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

وقوله سبحانه : { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } قال ابْنُ زَيْدٍ وغيره : معناه أَنَّ هاتين دون تَيْنِكَ في المنزلة والقُرْبِ ، فالأُولَيَانِ للمقرَّبين ، وهاتان لأصْحَابِ اليَمِينِ ، وعن ابن عباس : أَنَّ المعنى : أَنَّهُمَا دونهما في القرب إلى المُنَعَّمِينَ ، وأَنَّهُما أفضلُ من الأُولَيَيْنِ ، قال ( ع ) : وأكثر الناس على التأويل الأول .

( ت ) : واختار الترمذيُّ الحكيمُ التأويلَ الثاني ، وأطنب في الاحتجاج له في «نوادر الأصول » له ، وخَرَّجَ البخاريُّ هنا عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : " جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا ، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا " الحديث ، وفيه : " أنَّ في الجَنَّةِ خَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ ، عَرْضُهَا سِتُّونَ مِيلاً ، في كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْهَا أَهْل مَا يَرَوْنَ الآخَرِينَ ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ " انتهى .