فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

{ ومن دونهما جنتان } أي من دون تينك الجنتين الموصوفتين بالصفات المتقدمة ، جنتان أخريان لمن دون أصحاب الجنتين السابقتين من أهل الجنة ، ومعنى من دونهما أي أمامهما ، ومن قبلهما أي هما أقرب منهما وأدنى إلى العرش فهما أفضل من الأوليين ، وإلى هذا ذهب الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وقيل دونهما في الدرج ، وقيل : بالفضل وقيل الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم ، والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى ، قال ابن جريج : هي أربع جنات جنتان منها للسابقين المقربين فيهما من كل فاكهة زوجان وعينان تجريان : وجنتان لأصحاب اليمين فيهما فاكهة ونخل ورمان وفيهما عينان نضاختان .

قال ابن زيد : إن الأوليين من ذهب للمقربين ، والأخريين من ورق لأصحاب اليمين .

وأخرج ابن جرير وابن حاتم وابن مردويه . " عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من ورق لأصحاب اليمين "