البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} (62)

{ ومن دونهما } : أي من دون تينك الجنتين في المنزلة والقدر ، { جنتان } لأصحاب اليمين ، والأوليان هما للسابقين ، قاله ابن زيد والأكثرون .

وقال الحسن : الأوليان للسابقين ، والأخريان للتابعين .

وقال ابن عباس : { ومن دونهما } في القرب للمنعمين . والمؤخرتا الذكر أفضل من الأوليين . يدل على ذلك أنه وصف عيني هاتين بالنضخ ، وتينك بالجري فقط ؛ وهاتين بالدهمة من شدة النعمة ، وتينك بالأفنان ، وكل جنة ذات أفنان .

ورجح الزمخشري هذا القول فقال : للمقربين جنتان من دونهم من أصحاب اليمين ادهامتا من شدة الخضرة ، ورجح غيره القول الأول بذكر جري العينين والنضخ دون الجري ، وبقوله فيهما : { من كل فاكهة } ، وفي المتأخرتين : { فيهما فاكهة } ، وبالاتكاء على ما بطائنه من ديباج وهو الفرش ، وفي المتأخرتين الاتكاء على الرفرف ، وهو كسر الخباء ، والفرش المعدة للاتكاء أفضل ، والعبقري : الوشي ، والديباج أعلى منه ، والمشبه بالياقوت والمرجان أفضل في الوصف من خيرات حسان .