تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ} (49)

ثم أكد ما سلف وبيّن أن هذا القرآن منزلٌ من عند الله حقا ، فقال :

{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الذين أُوتُواْ العلم وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ الظالمون } :

إن هذا القرآن لا يمكن أن يكون موضعَ ارتياب ، بل هو آياتٌ واضحات محفوظة في صدور الذين آتاهم الله العلم . ولا ينكر آياتنا إلا الظالمون للحقّ ولأنفسِهم ، الذين لا يَعدلِون في تقدير الحقائق وتقويم الأمور .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ} (49)

{ بل هو آيات } الضمير للقرآن ، والإضراب ببل عن كلام محذوف تقديره ليس الأمر كما حسب الظالمون والمبطلون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ} (49)

ولما كان التقدير : ولكنهم لا ريبة لهم أصلاً ولا شبهة ، لقولهم : إنه باطل ، قال : { بل هو } أي القرآن الذي جئت به وارتابوا فيه فكانوا مبطلين لذلك على كل تقدير { آيات } أي دلالات { بينات } أي واضحات جداً في الدلالة على صدقك { في صدور الذين } ولما كان المقصود المبالغة في تعظيم العلم ، بني للمفعول ، أظهر ما كان أصله الإضمار فقال : { أوتوا العلم } دلالة على أنه العلم الكامل النافع ، فلا يقدر أحد على تحريف شيء منه لبيان الحق لديهم ، وفي ذلك إشارة إلى أن خفاءه عن غيرهم لا أثر له ، ولما كان المراد بالعلم النافع ، قال إشارة إلى أنه في صدور غيرهم عرياً عن النفع : { وما يجحد } وكان الأصل : به ، ولكنه أشار إلى عظمته فقال : { بآياتنا } أي ينكرها بعد المعرفة على ما لها من العظمة بإضافتها إلينا والبيان الذي لا يجحده أحد { إلا الظالمون* } أي الراسخون في الظلم الذين لا ينتفعون بنورهم في وضع كل شيء في محله ، بل هم في وضع الأشياء في غير محالها كالماشي في الظلام الذي تأثر عن وصفهم أولاً بالكفر الذي هو تغطية أنوار العقول .