فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ} (49)

{ بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون49 }

لكنا حفظنا القرآن من الارتياب ، فليس مما يتطرق إليه شك ، بل هو ذو آيات واضحات ، موضحات تامات صادقات{ في صدور الذين أوتوا العلم } ممن آمن بالله وصدق بكتابه ورسوله- ولكنه علامات ودلائل يعرف بها دين الله وأحكامه ، وهي كذلك في صدور الذين أوتوا العلم ، وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون به ، يحفظونه ويقرءونه ، ووصفهم بالعلم ، لأنهم ميزوا بأفهامهم بين كلام الله ، وكلام البشر والشياطين-{[3243]} .

{ وما يجحد بآياتنا } ما يعاند ويبخس آياتنا حقها ، ويستنكف عنها ويرد عهدها{ إلا الظالمون } الباغون{ آيات بينة واضحة في الدلالة على الحق أمرا ونهيا وخبرا ، يحفظه العلماء ، يسره الله عليهم حفظا وتلاوة وتفسيرا ، . .

وفي حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم يقول الله تعالى : " إني مبتليك ومبتل بك ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء . . " أي لو غسل الماء المحل المكتوب فيه لما احتيج إلى ذلك المحل . . . ولأنه محفوظ في الصدور ، ميسر على الألسنة ، مهيمن على القلوب ، معجز لفظا ومعنى . . ]{[3244]} .


[3243]:مما أورد القرطبي.
[3244]:مما أورد ابن كثير.