تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

ذُكّروا بها : وعظوا بها .

خرّوا : سقطوا ساجدين .

بعد أن صوّر حالَ المجرمين يوم القيامة ، وذكر ما يلاقونه من العذاب المهين ، أتى بالصورة المقابلة ، صورة المؤمنين الذين يسبّحون بحمد ربهم ويسجدون له عند ذكر آياته ، فهؤلاء لهم عنده الجزاء العظيم .

وعند قوله تعالى : { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } موضع سجدة : إن الذين يؤمنون بآيات الله يَقَعون ساجدين حين يُوعَظون بها ، ويسبّحون الله ويحمدونه في سجودهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

{ 15 - 17 } { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

لما ذكر تعالى الكافرين بآياته ، وما أعد لهم من العذاب ، ذكر المؤمنين بها ، ووصفهم ، وما أعد لهم من الثواب ، فقال : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } [ أي ]{[683]}  إيمانًا حقيقيًا ، من يوجد منه شواهد الإيمان ، وهم : { الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا } بآيات ربهم فتليت عليهم آيات القرآن ، وأتتهم النصائح على أيدي رسل اللّه ، ودُعُوا إلى التذكر ، سمعوها فقبلوها ، وانقادوا ، و { خَرُّوا سُجَّدًا } أي : خاضعين لها ، خضوع ذكر للّه ، وفرح بمعرفته .

{ وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } لا بقلوبهم ، ولا بأبدانهم ، فيمتنعون من الانقياد لها ، بل متواضعون لها ، قد تلقوها بالقبول ، والتسليم ، وقابلوها بالانشراح والتسليم ، وتوصلوا بها إلى مرضاة الرب الرحيم ، واهتدوا بها إلى الصراط المستقيم .


[683]:- زيادة من: ب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩} (15)

قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( 15 ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ( 16 ) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

ذلك إطراء من الله لعباده الصالحين ، أولي الطبائع السليمة والفِطَر المستقيمة الذين يصدقون بآيات ربهم ، وإذا وُعظوا بها لانت قلوبهم لذكر الله وآياته ، وأجهشوا في الخشوع والانفعال ، وبادروا الخرور ساجدين لله ، ونزهوه سبحانه عما لا يليق به من النقائص ومعيب الصفات ، وأثنوا عليه حامدين له { وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ } أي عن الإيمان بالله وعن طاعته والتزام شرعه وأوامره ، بل إنهم يستجيبون لله طائعين مخبتين ، لا يثنون ولا يترددون .