تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (17)

أُخفي لهم : خبئ لهم .

من قرة أعين : من الأشياء النفيسة التي تفرح بها الأنفس والأعين .

ولذلك يقول الله تعالى : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

فلا تعلم نفس مقدار ما أعدّه الله وأخفاه لهؤلاء المؤمنين من النعيم المقيم الذي تقره أعينهم جزاء بما كانوا يعملون . وإنه لجزاء عظيم ، وإكرام إلهي ، وحفاوة ربانية بهذه النفوس المؤمنة .

قراءات :

قرأ حمزة ويعقوب : { ما أخفي لهم } بإسكان الياء ، والباقون : { أخفيَ } بفتحها .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (17)

وأما جزاؤهم ، فقال : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ } يدخل فيه جميع نفوس الخلق ، لكونها نكرة في سياق النفي . أي : فلا يعلم أحد { مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } من الخير الكثير ، والنعيم الغزير ، والفرح والسرور ، واللذة والحبور ، كما قال تعالى على لسان رسوله : " أعددت لعبادي الصالحين ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر "

فكما صلوا في الليل ، ودعوا ، وأخفوا العمل ، جازاهم من جنس عملهم ، فأخفى أجرهم ، ولهذا قال : { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (17)

قوله : { فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } أي لا يعلم أحد من الخلْق ، من نبي مرسل أو ملك مقرّب ما أعده الله لهؤلاء المؤمنين الطائعين مما تقرّ به عيونهم من كريم العطاء وعظيم الجزاء { جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } { جَزَاءً } ، منصوب على المصدر . أي جوزوا جزاء يعني جزاهم ربهم أحسن الجزاء في الآخرة بسبب ما قدموه في الدنيا من صالح الأعمال والطاعات والقربات . لقد أعد الله لهم من عظيم الجزاء ما لا يتصوره الذهن والخيال ، ولم تتوقعه الظنون والآمال . وفي هذا روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى قال : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " {[3678]} .


[3678]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 459-460، وتفسير النسفي ج 3 ص 289.