{ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ } أي : لا يشهدون إلا بما يعلمونه ، من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان ، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه ، ويكون القصد بها{[1232]} وجه الله .
قال تعالى : { وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ } .
{ والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم . والذين يصدقون بيوم الدين . والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون . والذين هم لفروجهم حافظون . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون . والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون . والذين هم بشهاداتهم قائمون } قرأ حفص عن عاصم ، ويعقوب : { بشهاداتهم } على الجمع ، وقرأ الآخرون { بشهادتهم } على التوحيد ، { قائمون } أي يقومون فيها بالحق أو لا يكتمونها ولا يغيرونها .
{ والذين هم بشهادتهم قائمون } قال ابن عباس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وقال الجمهور : يعني الشهادة عند الحكام ثم اختلف على هذا في معنى القيام بها فقيل : هو التحقيق لها كقوله صلى الله عليه وسلم : " على مثل الشمس فاشهدوا " وقيل : هو المبادرة إلى أدائها من غير امتناع فأما إن دعي الشاهد إلى الأداء فهو واجب عليه وأما إذا لم يدع إلى الأداء فالشهادة على ثلاثة أقسام :
أحدها : حقوق الناس ، فلا يجوز أداؤها حتى يدعوه صاحب الحق إلى ذلك .
والثاني : حقوق الله التي يستدام فيها التحريم كالطلاق والعتق والأحباس ، فيجب أداء الشهادة بذلك دعي أو لم يدع .
الثالث : حقوق الله التي لا يستدام فيها التحريم كالحدود فهذا ينبغي ستره ، حتى يدعى إليه .
ولما كان أجل العهود والأمانات ما كان بإشهاد قال مبيناً{[68431]} لفضل الشهادة : { والذين هم } أي بغاية ما يكون من توجيه القلوب { بشهاداتهم } التي شهدوا بها أو يستشهدون بها لطلب أو غيره ، وتقديم المعمول{[68432]} إشارة إلى أنهم في فرط قيامهم بها ومراعاتهم لها كأنهم لا شاغل لهم سواها{[68433]} { قائمون * } أي يتحملونها ويؤدونها على غاية التمام والحسن أداء من هو متهيىء لها واقف في انتظارها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.