السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} (33)

{ والذين هم } أي : بغاية ما يكون من توجه القلوب { بشهادتهم } التي شهدوا بها أو يستشهدون بها بطلب أو غيره ، وتقديم المعمول إشارة إلى أنهم في فرط قيامهم بها ومراعاتهم لها كأنهم لا شاغل لهم سواها { قائمون } أي : يتحملونها ويؤدّونها على غاية التمام والحسن أداء من هو متهيئ لها واقف في انتظارها ، وقرأ حفص بألف بعد الدال على الجمع اعتباراً بتعدد الأنواع والباقون بغير ألف على التوحيد إذ المراد الجنس . قال الواحديّ : والإفراد أولى لأنه مصدر فيفرد كما تفرد المصادر وإنّ أضيف إلى الجمع كصوت الحمير . قال أكثر المفسرين : يقومون بالشهادة على من كانت عليه من قريب وبعيد ، يقومون بها عند الحكام ولا يكتمونها . وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : بشهادتهم أنّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله .