{ لأخذنا منه باليمين } قيل " من " صلة ، مجازه : لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق ، كقوله : { كنتم تأتوننا عن اليمين }( الصافات- 28 ) أي : من قبل الحق . وقال ابن عباس : لأخذناه بالقوة والقدرة . قال الشماخ يمدح عرابة ملك اليمن :
إذا ما راية رفعت لمجد*** تلقاها عرابة باليمين
أي بالقوة ، عبر عن القوة باليمين ، لأن قوة كل شيء في ميامنه . وقيل : معناه لأخذنا بيده اليمنى ، وهو مثل معناه : لأذللناه ، وأهناه ، كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من بين يديه ، يقول لبعض أعوانه : خذ بيده فأقمه .
" لأخذنا منه باليمين " أي بالقوة والقدرة ، أي لأخذناه بالقوة . و " من " صلة زائدة . وعبر عن القوة والقدرة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه ، قاله القتبي . وهو معنى قول ابن عباس ومجاهد . ومنه قول الشماخ :
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ *** تَلقَّاهَا عَرَابَةُ باليمين
أي بالقوة . عرابة اسم رجل{[15324]} من الأنصار من الأوس . وقال آخر :
ولما رأيت الشمس أشرق نورها *** تناولت منها حاجتي بيميني
وقال السدي والحكم : " باليمين " بالحق . قال :
أي بالاستحقاق . وقال الحسن : لقطعنا يده اليمين . وقيل : المعنى لقبضنا بيمينه عن التصرف ، قاله نفطويه . وقال أبو جعفر الطبري : إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب . كما يقول السلطان لمن يريد هوانه : خذوا يديه . أي لأمرنا بالأخذ بيده وبالغنا في عقابه .
{ لأخذنا } أي بعظمتنا أخذ قوة وغضب وقهر وإهلاك ، وأكده للإعلام بشدة الغضب من الكذب وشدة قبحه .
ولما كان أخذه{[68198]} أخذاً يتلاشى عنده كل أخذ لأن من افترى على الملوك لا يفعل به إلا ذلك{[68199]} قال : { منه } أي خاصة { باليمين * } أي التي هي {[68200]}العضو الأقوى{[68201]} منه فيها يكون بطشه فنذهبه بشدة بطشنا ، أو اليمين منا ، فيكون كناية عن أخذنا له بغاية القوة ، فإن قوة كل شيء في ميامنه ، وقيل : إذا أراد الملك إهانة شخص قال : خذه يا فلان ، فيأخذه بيمينه ، فهو كناية عن الإذلال ، وقيل : هذا تصوير قتل الصبر بأشنع صورة ، فإن الملك إذا أراد التخفيف على من يقتله أمر السياف فأخذ يساره بيساره ، وضرب بالسيف من ورائه لأن العنق من خلف أوسع فيكون أسرع قطعاً ولا يرى المقتول لمع السيف{[68202]} ، وإن أراد التعذيب والمبالغة في الإهانة أخذ يده اليمنى بيده اليسرى وضربه وهو مستقبل له يرى لمع السيف ، وربما وقعت الضربة لضيق المجال من قدام في حنكه فيحتاج إلى ثانية وثالثة فهو أفحش .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.