تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

بل عجِبوا أن جاءهم رسولٌ منهم ينذِرهم بالبعثِ بعد الموت ، وزادوا في هذا الإنكار فقالوا : هذا شيء عجيب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

ولكن أكثر الناس ، لا يقدر نعم الله قدرها ، ولهذا قال تعالى : { بَلْ عَجِبُوا } أي : المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم ، { أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم } أي : ينذرهم ما يضرهم ، ويأمرهم بما ينفعهم ، وهو من جنسهم ، يمكنهم التلقي عنه ، ومعرفة أحواله وصدقه .

فتعجبوا من أمر ، لا ينبغي لهم التعجب منه ، بل يتعجب من عقل من تعجب منه .

{ فَقَالَ الْكَافِرُونَ } الذين حملهم كفرهم وتكذيبهم ، لا نقص بذكائهم وآرائهم{[811]}

{ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ } أي : مستغرب ، وهم في هذا الاستغراب بين أمرين :

إما صادقون في [ استغرابهم و ] تعجبهم ، فهذا يدل على غاية جهلهم ، وضعف عقولهم ، بمنزلة المجنون ، الذي يستغرب كلام العاقل ، وبمنزلة الجبان الذي يتعجب من لقاء الفارس للفرسان ، وبمنزلة البخيل ، الذي يستغرب سخاء أهل السخاء ، فأي ضرر يلحق من تعجب من هذه حاله ؟ وهل تعجبه ، إلا دليل على زيادة وظلمه وجهله ؟ وإما أن يكونوا متعجبين ، على وجه يعلمون خطأهم فيه ، فهذا من أعظم الظلم وأشنعه .


[811]:- كذا في ب، وفي أ: لا نقص بقلوبهم وعقولهم.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

{ بل عجبوا } يعني كفار مكة { أن جاءهم منذر منهم } محمد عليه السلام وهم يعرفون نسبه وأمانته { فقال الكافرون هذا شيء عجيب } يعني هذا الإنذار الذي ينذرنا

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ فَقَالَ ٱلۡكَٰفِرُونَ هَٰذَا شَيۡءٌ عَجِيبٌ} (2)

{ بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم } الضمير في عجبوا لكفار قريش والمنذر هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : الضمير لجميع الناس اختاره ابن عطية قال ولذلك قال تعالى : { فقال الكافرون } أي : الكافرون من الناس والصحيح أنه لقريش ، وقوله : { فقال الكافرون } وضع الظاهر موضع المضمر لقصد ذمهم بالكفر كما تقول جاءني فلان فقال الفاجر : كذا إذا قصدت ذمه وقوله : { منذر منهم } إن كان الضمير لقريش فمعنى منهم من قبيلتهم يعرفون صدقه وأمانته وحسبه فيهم وإن كان الضمير لجميع الناس فمعنى منهم إنسان مثلهم ، وتعجبهم يحتمل أن يكون من أن بعث الله بشرا أو من الأمر الذي يتضمنه الإنذار وهو الحشر ويؤيد هذا ما يأتي بعد .