الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلۡقَارِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية بإجماع . وهي عشر آيات{[1]}

قوله تعالى : { القارعة ، ما القارعة } أي القيامة والساعة ، كذا قال عامة المفسرين . وذلك أنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها . وأهل اللغة يقولون : تقول العرب : قرعتهم القارعة ، وفقرتهم الفاقرة ، إذا وقع بهم أمر فظيع . قال ابن أحمر :

وقارعةٍ من الأيام لولا *** سبيلهم لزاحت{[16314]} عنك حِينَا

وقال آخر :

متى تقرع بمَرْوَتِكُمْ{[16315]} نَسُؤْكُمْ *** ولم تُوقَدْ لنَا في القدر نَارُ

وقال تعالى : { ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة }{[16316]} [ الرعد : 31 ] وهي الشديدة من شدائد الدهر .


[1]:لعله عمرو بن مرة المذكور في سند الحديث (انظر ابن ماجه ج 1 ص 139 وسنن أبي داود ج 1 ص 77 طبع مصر).
[16314]:في بعض النسخ: "لراحت" بالراء.
[16315]:المروة: حجر يقدح به النار.
[16316]:آية 31 سورة الرعد.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلۡقَارِعَةُ} (1)

لما ختم العاديات بالبعث ذكر صيحته فقال : { القارعة * } أي الصيحة أو القيامة ، سميت بها ؛ لأنها تقرع أسماع الناس ، وتدقها دقاً شديداً عظيماً مزعجاً بالأفزاع ، والأجرام الكثيفة بالتشقق والانفطار ، والأشياء الثابتة بالانتثار .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلۡقَارِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

هذه السورة مكية ، وآياتها إحدى عشرة .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ القارعة 1 ما القارعة 2 وما أدراك ما القارعة 3 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث4 وتكون الجبال كالعهن المنفوش 5 فأما من ثقلت موازينه 6 فهو في عيشة راضية 7 وأما من خفت موازينه 8 فأمه هاويه 9 وما أدراك ما هية 10 نار حامية } .

القارعة : من أسماء القيامة . وقد سميت بذلك ؛ لأنها تقرع الخلائق بأهوالها ونوازلها وفظائعها . ومن أقوال العرب في هذا الصدد : قرعتهم القارعة ، وفقرتهم الفاقرة ، إذا نزل بهم أمر شديد . لا جرم أن الساعة خبرها داهم ومذهل ، وأنها تفجأ الخلائق بشدائدها الجسام ، فتقرع فيهم الأسماع والأذهان والقلوب ، فيقفون شاخصين واجمين مذعورين .