النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلۡقَارِعَةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة القارعة

مكية في قولهم جميعا .

بسم الله الرحمان الرحيم

قول تعالى { القارِعَةُ * ما القارِعَةُ } فيه وجهان :

أحدهما : أنها العذاب ، لأنها تقرع قلوب الناس بهولها .

ويحتمل ثانياً{[3327]} : أنها الصيحة لقيام الساعة ؛ لأنها تقرع بشدائدها .

وقد تسمى بالقارعة كل داهية ، كما قال تعالى : { ولا يزالُ الذِّين كفروا تُصيبُهم بما صَنَعوا قارعةٌ } [ الرعد : 31 ]

قال الشاعر :

متى نقْرَعْ بمرْوَتكم نَسُؤْكم *** ولم تُوقَدْ لنا في القدْرِ نارُ

{ ما القارعة } تعظيماً لها ، كما قال تعالى : { الحاقّة ما الحاقّة } .


[3327]:لم يذكر الوجه الثاني في الأصل، وعامة المفسرين على أن القارعة القيامة، فلعل هذا هو الذي سقط من الأصل.