جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{ٱلۡقَارِعَةُ} (1)

بسم الله الرحمَن الرحيم

القول في تأويل قوله تعالى : { الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ * فَأَمّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رّاضِيَةٍ * وَأَمّا مَنْ خَفّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ } .

يقول تعالى ذكره : الْقارِعَةُ : الساعة التي يقرع قلوبَ الناس هولُها ، وعظيم ما ينزل بهم من البلاء عندها ، وذلك صبيحة لا ليل بعدها . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله : { الْقارِعَةُ } من أسماء يوم القيامة ، عظّمه الله وحذّره عباده .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله { الْقارِعَةُ ما الْقارِعَةُ } قال : هي الساعة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { الْقارِعَةُ ما الْقارِعَةُ } قال : هي الساعة .

حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، قال : سمعت أن القارعة والواقعة والحاقة : القيامة .