الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

قوله تعالى : " لا يصدعون عنها " أي لا تنصدع رؤوسهم من شربها ، أي إنها لذة بلا أذى بخلاف شراب الدنيا . " ولا ينزفون " تقدم في " والصافات " أي لا يسكرون فتذهب عقولهم . وقرأ مجاهد : " لا يصدعون " بمعنى لا يتصدعون أي لا يتفرقون ، كقوله تعالى : " يومئذ يصدعون{[14633]} " [ الروم : 43 ] . وقرأ أهل الكوفة " ينزفون " بكسر الزاي ، أي لا ينفد شرابهم ولا تقنى خمرهم ، ومنه قول الشاعر{[14634]} :

لعمري لئن أَنْزَفْتُم أوصحوتم *** لبئس النَّدَامَى كنتم آل أَبْجَرَا

وروى الضحاك عن ابن عباس قال : في الخمر أربع خصال : السكر والصداع والقيء والبول ، وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال .


[14633]:راجع جـ 14 آية 42.
[14634]:هو الحطيئة وقد تقدم البيت في جـ 15 ص 79.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

{ لا يصدعون عنها ولا ينزفون } أي : لا يلحق رؤوسهم الصداع الذي يصيب من خمر الدنيا وقيل : لا يفرقون عنها فهو من الصدع وهو الفرقة ، ومعنى لا ينزفون لا يسكرون .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{لَّا يُصَدَّعُونَ عَنۡهَا وَلَا يُنزِفُونَ} (19)

لا تُصَدَّعُ منها رؤوسهم ، ولا تذهب بعقولهم .