الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (5)

قوله تعالى :{ إن الذين يحادون الله ورسوله } لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها ، والمحادة المعاداة والمخالفة في الحدود ، وهو مثل قوله تعالى : { ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله }{[14769]} " [ الأنفال : 13 ] ، وقيل : " يحادون الله " أي أولياء الله كما في الخبر : ( من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ) . وقال الزجاج : المحادة أن تكون في حد يخالف حد صاحبك وأصلها الممانعة ، ومنه الحديد ، ومنه الحداد للبواب . " كبتوا " قال أبو عبيدة والأخفش : أهلكوا . وقال قتادة : أخزوا كما أخزي الذين من قبلهم . وقال ابن زيد : عذبوا . وقال السدي : لعنوا ، وقال الفراء : غيظوا يوم الخندق . وقيل : يوم بدر ، والمراد المشركون ، وقيل : المنافقون . { كما كبت الذين من قبلهم } قيل : " كبتوا " أي سيكبتون ، وهو بشارة من الله تعالى للمؤمنين بالنصر ، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريبا للمخبر عنه . وقيل : هي بلغة مذحج{[14770]} .

{ وقد أنزلنا آيات بينات } فيمن حاد الله ورسوله من الذين من قبلهم فيما فعلنا بهم ، { والله على كل شيء شهيد } .


[14769]:راجع جـ 18 ص 6.
[14770]:مذحج ـ كمسجد ـ: أبو قبيلة باليمن.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (5)

{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ( 5 ) }

إن الذين يشاقون الله ورسوله ويخالفون أمرهما خُذِلوا وأُهينوا ، كما خُذِل الذين من قبلهم من الأمم الذين حادُّوا الله ورسله ، وقد أنزلنا آيات واضحات الحُجَّة تدل على أن شرع الله وحدوده حق ، ولجاحدي تلك الآيات عذاب مُذلٌّ في جهنم .