بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (5)

قوله تعالى : { إِنَّ الذين يُحَادُّونَ الله وَرَسُولَهُ } يعني : يعادون ، ويشاقون الله ورسوله ، ويقال يشاقون أولياء الله ورسوله ، يعني : الذين يشاقون أولياء الله ، لأن أحداً لا يعادي الله ، ولكن من عادى أولياء الله فقد عادى الله تعالى .

ثم قال : { كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الذين مِن قَبْلِهِمْ } قال مقاتل : أخذوا كما أخذ الذين من قبلهم من الأمر ويقال : عذبوا كما عذب الذين من قبلهم ، وقال أبو عبيد : أهلكوا ويقال : غيظوا كما غيظ الذين من قبلهم والكبت هو الغيظ ، ويقال : أحزنوا ، وقال الزجاج : أذلوا وغلبوا { وَقَدْ أَنزَلْنَا آيات بينات } يعني : القرآن فيه بيان أمره ونهيه ويقال : آيات واضحات { وللكافرين عَذَابٌ مُّهِينٌ } يهانون فيه .