الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (5)

ثم قال : { إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا } [ 5 ] أي : إن الذين يخالفون الله في حدوده وفرائضه فيجعلون لأنفسهم حدودا غير حدوده كبتوا ، أي : غيظوا وأخزوا{[67602]} كما غيظ الذين من قبلهم من الأمم الذين حادوا الله ورسوله{[67603]} ، قاله قتادة{[67604]} .

وقال أبو عبيدة كبتوا : أي{[67605]} أهلكوا{[67606]} ، وأصله كبدوا ( من قولهم ){[67607]} : كبده الله : أي : أصاب الله كبده ، ثم أبدلت التاء من الدال ، ثم قيل ذلك لكل من أهلك وغيظ وأذل . وقيل معناه : غيظوا يوم الخندق كما غيظ الذين من قبلهم ممن قاتل الأنبياء . ومعنى يحادون : يصيرون في حد أعداء الله ومخالفي أمره{[67608]} .

ثم قال { وقد أنزلنا آيات بينات } أي : دلالات ظاهرات محكمات .

وللكافرين بتلك الآيات عذاب مهين ، أي : مذل يوم القيامة .


[67602]:ع : "وافرءوا": وهو تحريف.
[67603]:ساقط من ع.
[67604]:انظر: معاني الفراء 3/139، وجامع البيان 28/9، وتفسير القرطبي 17/288 والدر المنثور 8/79، والبحر المحيط 8/234.
[67605]:ساقط من ع.
[67606]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/255، وتفسير الغريب 457.
[67607]:ع: "كما".
[67608]:انظر: إعراب النحاس 4/373، والبحر المحيط 8/234، وتفسير الغريب 457.