ولما ذكر سبحانه المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين فقال :{ إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين ( 5 ) } . { إن الذين يحادون الله ورسوله } المحادة المشاقة والمعاداة والمخالفة ومثل قوله { إن الذين يشاقون الله ورسوله } قال الزجاج : المحادة أن تكون في حد يخالف صاحبك ، فهي كناية عن المعاداة لكونها لازمة لها ، وأصلها الممانعة ، ومنه الحديد ، ومنه الحداد للبواب ، والمحادون هم أهل مكة ، فإن هذه الآية وردت في غزوة الأحزاب وهي في السنة الرابعة وقيل : في الخامسة والمقصود منها البشارة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بأن أعداءهم المتحزبين القادمين عليهم .
{ كبتوا } أي يكبتوا ويذلوا ويتفرق جمعهم ، وعبر عن المستقبل بلفظ الماضي ، تنبيها على تحقيق وقوعه ، وقيل : المعنى على الماضي وذلك ما وقع للمشركين يوم بدر ، فإن الله كبتهم بالقتل والأسر والقهر { كما كبت الذين من قبلهم } أي أذلوا وأخزوا ، يقال : كبت الله فلانا إذا أذله ، والمردود بالذل يقال له : مكبوت ، قال المقاتلان : أخزوا كما أخزي الذين من قبلهم من أهل الشرك ، وكذا قال قتادة وقال أبو عبيدة والأخفش : أهلكوا ، وقال ابن زيد : عذبوا ، وقال السدي : لعنوا وقال الفراء : أغيظوا يوم الخندق ، والمراد بمن قبلهم كفار الأمم الماضية المعادين لرسل الله .
{ وقد أنزلنا آيات بينات } أي والحال أنا قد أنزلنا آيات واضحات فيمن حاد الله ورسله من الأمم المتقدمة وقيل المراد الفرائض التي أنزلها الله سبحانه وقيل هي المعجزات الدالة على صدق الرسول { وللكافرين } بكل ما يجب الإيمان فتدخل الآيات المذكورة هنا دخولا أوليا { عذاب مهين } يهين صاحبه ويذله ويذهب بعزه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.