البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (5)

{ إن الذين يحادون الله ورسوله } : نزلت في مشركي قريش ، أخزوا يوم الخندق بالهزيمة ، كما أخزى من قاتل الرسل من قبلهم .

ولما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ، ذكر المحادّين المخالفين لها ، والمحادة : المعاداة والمخالفة في الحدود .

{ كبتوا } ، قال قتادة : أخزوا .

وقال السدي : لعنوا .

قيل : وهي لغة مذحج .

وقال ابن زيد وأبو روق : ردّوا مخذولين .

وقال الفراء : غيظوا يوم الخندق .

{ كما كبت الذين من قبلهم } : أي من قاتل الأنبياء .

وقيل : يوم بدر .

وقال أبو عبيدة والأخفش : أهلكوا .

وعن أبي عبيدة : التاء بدل من الدال ، أي كبدوا : أصابهم داء في أكبادهم .

قيل : والذين من قبلهم منافقو الأمم .

قيل : وكبتوا بمعنى سيكبتون ، وهي بشارة للمؤمنين بالنصر .

وعبر بالماضي لتحقق وقوعه ، وتقدّم الكلام في مادة كبت في آل عمران .

{ وقد أنزلنا آيات بينات } على صدق محمد صلى الله عليه وسلم ، وصحة ما جاء به .

{ وللكافرين } : أي الذين يحادّونه ، { عذاب مهين } : أي يهينهم ويذلهم .