الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ} (77)

الثالثة- قوله تعالى : " إنه لقرآن كريم " قيل : إن الهاء تعود على القرآن ، أي إن القرآن لقسم عظيم ، قال ابن عباس وغيره . وقيل : ما أقسم الله به عظيم " إنه لقرآن كريم " ذكر المقسم عليه ، أي أقسم بمواقع النجوم إن هذا القرآن قرآن كريم ، ليس بسحر ولا كهانة ، وليس بمفترى ، بل هو قرآن كريم محمود ، جعله الله تعالى معجزة لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو كريم على المؤمنين ؛ لأنه كلام ربهم ، وشفاء صدورهم ، كريم على أهل السماء ؛ لأنه تنزيل ربهم ووحيه . وقيل : " كريم " أي غير مخلوق . وقيل : " كريم " لما فيه من كريم الأخلاق ومعاني الأمور . وقيل : لأنه يكرم حافظه ، ويعظم قارئه .