فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ} (77)

{ إنه لقرآن كريم } أي كرمه الله وأعزه ، ورفع قدره على جميع الكتب وكرمه عن أن يكون سحرا وكهانة أو كذبا ، وقيل : إنه كريم لما فيه من كرم الأخلاق ، ومعالي الأمور وقيل لأنه يكرم حافظه ، ويعظم قارئه ، وحكى الواحدي عن أهل المعاني : أنه وصف القرآن بالكريم لأن من شأنه أن يعطي الخير الكثير بالدلائل التي تؤدي إلى الحق في الدين ، قال الإزهري : الكريم اسم جامع لما يحمد ، والقرآن كريم يحمد لما فيه من الهدى ، والبيان والعلم والحكمة ، فالفقيه يستدل به ويأخذ منه ، والحكيم يستمد منه ويحتج به ، والأديب يستفيد منه ويتقوى به ، فكل عالم يطلب أصل علمه منه ، وقيل : حسن مرضي أو نفاع جم المنافع ، أو عزيز مكرم ، لا يهون بكثرة التلاوة ، ولا يخلق بكثرة الرد ، ولا يمله السامعون ، ولا يثقل على الألسنة ، بل غض طري يبقى أبد الدهر .