الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوۡمَئِذٖ وَاهِيَةٞ} (16)

" وانشقت السماء " أي انصدعت وتفطرت . وقيل : تنشق لنزول ما فيها من الملائكة ، دليله قوله تعالى : " ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا " [ الفرقان : 25 ] وقد تقدم{[15306]} . " فهي يومئذ واهية " أي ضعيفة . يقال : وهى البناء يهي وهيا فهو واه إذا ضعف جدا . ويقال : كلام واه ، أي ضعيف . فقيل : إنها تصير بعد صلابتها بمنزلة الصوف في الوهي ويكون ذلك لنزول الملائكة كما ذكرنا . وقيل : لهول يوم القيامة . وقيل : " واهية " أي متخرقة ، قاله ابن شجرة . مأخوذ من قولهم : وهَى السقاء إذا تخرق . ومن أمثالهم :

خلِّ سبيلَ من وهَى سقاؤُه *** ومن أهريق بالفلاة مَاؤُه

أي من كان ضعيف العقل لا يحفظ نفسه .


[15306]:راجع جـ 13 ص 23.