اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوۡمَئِذٖ وَاهِيَةٞ} (16)

فصل في معنى الآية

المعنى قامت القيامة الكبرى { وانشقت السماء } أي : انصدعت وتفطرت .

وقيل : انشقت لنزول الملائكة بدليل قوله تعالى : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء بالغمام وَنُزِّلَ الملائكة تَنزِيلاً }[ الفرقان : 25 ] { فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } ، أي : ضعيفة مسترخيةٌ ساقطةٌ { كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] بعد ما كانت محكمةً .

يقال : وهى البناء يَهِي وهْياً ، فهو واهٍ إذا ضعف جدّاً .

ويقال : كلامٌ واهٍ أي : ضعيف .

فقيل : إنَّها تصير بعد صلابتها بمنزلة الصوف في الوهْي ، ويكون ذلك لنزولِ الملائكةِ .

وقيل : لهولِ يوم القيامةِ .

وقال ابن شجرة : «واهية » أي : متخرقة ، مأخوذ من قولهم : وهى السِّقاءُ{[57766]} ، إذا انخرق .

ومن أمثالهم : [ الرجز ]

4845 - خَلِّ سَبيلَ مَنْ وهَى سِقاؤهُ***ومَنْ هُرِيقَ بالفَلاةِ مَاؤهُ{[57767]}

أي : من كان ضعيف العقل لا يحفظ نفسه .


[57766]:في أ: الثياب.
[57767]:ينظر القرطبي 18/172، والبحر 8/134، والدر المصون 6/364، وروح المعاني 29/55.