الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهۡلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ} (5)

فيه إضمار ، أي بالفعلة الطاغية . وقال قتادة : أي بالصيحة الطاغية ، أي المجاوزة للحد ، أي لحد الصيحات من الهول . كما قال : " إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر{[15285]} " [ القمر : 31 ] . والطغيان : مجاوزة الحد ، ومنه : " إنا لما طغى الماء " [ الحاقة : 11 ] أي جاوز الحد . وقال الكلبي : بالطاغية بالصاعقة . وقال مجاهد : بالذنوب . وقال الحسن : بالطغيان ، فهي مصدر كالكاذبة والعاقبة والعافية . أي أهلكوا بطغيانهم وكفرهم . وقيل : إن الطاغية عاقر الناقة ، قاله ابن زيد . أي أهلكوا بما أقدم عليه طاغيتهم من عقر الناقة ، وكان واحدا ، وإنما هلك الجميع لأنهم رضوا بفعله ومالؤوه . وقيل له طاغية كما يقال : فلان راوية الشعر ، وداهية وعلامة ونسابة .


[15285]:راجع جـ 17 ص 142.