قوله تعالى : " لولا أن تداركه نعمة من ربه " قراءة العامة " تداركه " . وقرأ ابن هرمز والحسن " تداركه " بتشديد الدال ، وهو مضارع أدغمت التاء منه في الدال . وهو على تقدير حكاية الحال ، كأنه قال : لولا أن كان يقال فيه تتداركه نعمة . ابن عباس وابن مسعود : " تداركته " وهو خلاف المرسوم . و " تداركه " فعل ماض مذكر حمل على معنى النعمة ، لأن تأنيث النعمة غير حقيقي . و " تداركته " على لفظها . واختلف في معنى النعمة هنا ، فقيل النبوة ، قاله الضحاك . وقيل عبادته التي سلفت ، قاله ابن جبير . وقيل : نداؤه " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " [ الأنبياء : 87 ] ؛ قاله ابن زيد . وقيل : نعمة الله عليه إخراجه من بطن الحوت ، قاله ابن بحر . وقيل : أي رحمة من ربه ، فرحمه وتاب عليه . " لنبذ بالعراء وهو مذموم " أي لنبذ مذموما ولكنه نبذ سقيما غير مذموم . ومعنى " مذموم " في قول ابن عباس : مليم . قال بكر بن عبدالله : مذنب . وقيل : " مذموم " مبعد من كل ، خير . والعراء : الأرض الواسعة الفضاء التي ليس فيها جبل ولا شجر يستر . وقيل : ولولا فضل الله عليه لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة ، ثم نبذ بعراء القيامة مذموما . يدل عليه قوله تعالى : " فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون{[15280]} " [ الصافات : 143 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.