لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (25)

وقال تعالى :{ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ } :

إن له عندنا لَقُربةً وحُسْنَ رجوع ، وقيل : كان لا يشرب الماء إلا ممزوجاً بدموعه . ويقال لمَّا التجأ داود عليه السلام في أوائل البلاء إلى التوبة والبكاء والتضرع والاستخذاء وَجَدَ المغفرةَ والتجاوز . . . وهكذَا مَنْ رجع في أوائل الشدائد إلى الله فاللَّهُ يكفيه مما ينوبه ، وكذلك مَنْ صَبَرَ إلى حين طالت عليه المحنة . ويقال إنَّ زَلّةً أَسَفُكَ عليها يوصلك إلى ربِّك أَجْدَى عليك من طاعةٍ إعجابُكَ بها يُقْصِيكَ عن ربِّك .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (25)

قوله : { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ } { ذلك } في موضع نصب للفعل ، غفرنا ؛ أي فغفرنا له ذلك الذنب .

واختلف المفسرون في الذنب الذي استغفر له داود وتاب عنه . وفي ذلك جملة أقوال عن حقيقة هذا الذنب ، ما نظن أن واحدا منها يصح . فمثلها من الذنوب لا يقع فيها المتقون الصالحون ، فكيف بالنبيين أولي العصمة والدرجات العلا من الإيمان والتقى ؟ !

إن داود عليه السلام طلب من زوج المرأة فراقها ليتزوجها ويضمها إلى نسائه وهن تسع وتسعون واحدة . فنبهه الله على ذلك بإرسال الملكين إليه ليتخاصموا في مثل قصته تذكيرا وتنبيها .

وما ينبغي أن نركن في مثل هذه المسألة إلى كثير من الأقوال التي جُلُّها من الإسرائيليات ، وهذه مزيج من الأخبار والقصص التي يخالطها الغلو وشطحات الخيال التائه فلا ينبغي التعويل عليها ما لم يعززها شيء من كتاب ربنا الحكيم أو سنة نبيه الصحيحة .

قوله : { وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى } أي القربة والدنو من الله يوم القيامة { وَحُسْنَ مَآَبٍ } أي حُسن مرجع ومنقلب إليه يوم القيامة .