لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

قوله جل ذكره : { قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُواْ إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُّمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنُّواْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدَا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيم بالظَّالِمِينَ } .

هذا من جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم ، فَصَرْفُ قلوبِهم عن تمنِّي الموتِ إلى هذه المدة دَلَّ على صِدْقِه صلوات الله عليه .

ويقال : من علامات المحبة الاشتياقُ إلى المحبوب ؛ فإذا كان لا يَصِلُ إلى لقائه إلا بالموتِ فتمنِّيه - لا محالة - شرطٌ ، فأخبر أنهم لا يتمنونه أبداً . . وكان كما أخبر .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

قوله : { ولا يتمنّونه أبدا بما قدمت أيديهم } لا يتمنى اليهود الموت البتة فهم أحرص الناس على حياة وأشد العالمين حرصا على الدنيا وزينتها ومتاعها . ولسوف يكون جوابهم لمن يتحداهم بتمني الموت ، الرفض والإعراض عن هذا التمني ، وذلك { بما قدمت أيديهم } أي لن يسألوا الله إماتتهم بسبب ما قدموه من المعاصي وما تلبسوا به من تحريف للتوراة ، فضلا عن قتلهم الأنبياء بغير حق { والله عليم بالظالمين } وذلك وعيد من الله للمشركين الذين يفسقون عن أمر الله ويسعون في الأرض إضلالا وإفسادا .