قوله : { وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ } ، وقال في البقرة : { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ }[ البقرة : 95 ] .
قال الزمخشري{[56586]} : لا فرق بين «لا » و «لن » في أنَّ كل واحد منهما نفي للمستقبل إلا أن في «لن » تأكيداً وتشديداً ليس في «لا » فأتي مرة بلفظ التأكيد «ولن يتمنوه » ومرة بغير لفظه «ولا يتمنونه » .
قال أبو حيان{[56587]} : «وهذا رجوع عن مذهبه وهو أن " لن " تقتضي النفي على التأبيد إلى مذهب الجماعة وهو أنها لا تقتضيه » .
قال شهاب الدين{[56588]} : وليس فيه رجوع ، غاية ما فيه أنه سكت عنه ، وتشريكه بين «لا » و «لن » في نفي المستقبل لا ينفي اختصاص «لن » بمعنى آخر .
وتقدم الكلام على هذا مشبعاً في «البقرة » .
المعنى : «ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم » أي : أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم فلو تمنوه لماتوا ، فكان ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية{[56589]} .
قال عليه الصلاة والسلام لما نزلت هذه الآية : " والذي نفسي بيده لو تمنوا الموت ما بقي على ظهرها يهودي إلا مات " {[56590]} .
وفي هذا إخبار عن الغيب ومعجزة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقد مضى الكلام على هذه الآية في «البقرة » عند قوله : { فَتَمَنَّوُاْ الموت } [ البقرة : 94 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.