تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يَتَمَنَّوۡنَهُۥٓ أَبَدَۢا بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { ولا يتمنّونه أبدا بما قدمت أيديهم } هذه/569 – أ/ الآية تدل على رسالة رسولنا صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان يقوله من نفسه ، لكانوا{[21224]} يبادرون ، فيتمنون الموت للحال ، ليظهر كذبه فيه . فلما أخبر أنهم{[21225]} لا يتمنونه أبدا ، ولم يتمنوه ، تبين أنه قال من الوحي ، وأنهم علموا ذلك حتى امتنعوا عن التمني خوف الهلاك على أنفسهم لعلمهم أنهم لو تمنوا لماتوا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { بما قدمت أيديهم } أي من تحريف التوراة والإنجيل ، لأن قول النصارى : { نحن أبناؤا الله وأحباؤه } [ المائدة : 18 ] لم يكن في الإنجيل ، وقول اليهود : { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم } [ البقرة : 111 ] لم يكن في التوراة ، ولكنهم غيروا ، وبدلوا ، فلا يتمنون الموت بما قدمت أيديهم من تحريف هذه الآيات وتبديلها ، وتغيير نعت محمد عليه السلام .

وقوله تعالى : { والله عليم بالظالمين } يعني { عليم } بظلمهم الآيات وعنادهم لها ومكابرتهم إياها .


[21224]:من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: لكاذبون.
[21225]:في الأصل وم: أنه.