وقوله سبحانه : { قُلْ يا أيها الذين هَادُواْ إِن زَعمْتُمْ } الآية ، رُوِيَ أنها نزلتْ بسبب أنَّ يهودَ المدينةِ لَمَّا ظَهَرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، خَاطَبُوا يهودَ خيبرَ في أمره ، وذكرُوا لهم نبوَّتَه ، وقالوا إن رأيتم اتَّبَاعَهُ أطَعْنَاكُمْ وإنْ رأيتم خِلاَفَه خَالَفْنَاه معكم ، فجاءهَم جوابُ أهْلِ خيبرَ يقولونَ : نحن أبناءُ إبراهيمَ خليلِ الرحمن ؛ وأبناءُ عزيرِ بنُ اللَّهِ ومنا الأنبياءُ ، ومتى كَانَتْ النبوةُ في العرب ، نحن أحقُّ بالنبوةِ من محمدِ ، ولا سبيلَ إلى اتباعهِ ، فنزلتِ الآيةَ بمعنى : أنكم إذا كنتم منَ اللَّهِ بهذه المنزلةِ فَقُرْبُهُ وفراقُ هذه الحياةِ الخسيسةِ أحبُّ إليكم ، فَتَمَنَّوْا الموتَ إن كنتم تَعْتَقِدُون في أنفسِكم هذه المنزلة ، ثم أخبر تعالى أنهم لا يتمنونه أبداً لعلمِهم بسوءِ حالِهم ، ورَوَى كثيرٌ من المفسرينَ أن اللَّه جَلَّتْ قُدْرَتُه جَعَلَ هذه الآيةَ معجزةً لمحمدٍ نبيِّه صلى الله عليه وسلم فِيهم ، فَهِيَ آيةٌ باهرةٌ ؛ وأعلَمَه أنه إن تمنى أحدٌ منهمُ الموتَ في أيام معدوداتٍ مَاتَ وفَارَقَ الدنيا ، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تَمَنّوُا الموتَ ، على جهةِ التعجيزِ وإظهار الآيةِ ، فما تَمَنَّاهُ أحد منهم خَوْفاً من الموتِ وثقةً بصدقِ نبيِّنَا محمدٍ صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.