لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

قوله جل ذكره : { بسم الله الرحمان الرحيم } .

بسم " الله : اسم عزيز من وثق بجوده وكرمه لم يعلق بغير صواعد هممه ، ولم يقف على سدة مخلوق بقدمه في ابتغاء كرمه . اسم عزيز من عوده خفايا لطفه لم يتذل في طلب شيء من غيره ، ولم يرجع إلى غيره في شره وخيره .

قوله جل ذكره : { حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } .

الحاءُ تدل على حياته والميمُ على مجده . .

   
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{حمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية كلها ، وآياتها تسع وثمانون . وهي تتضمن فيضا من المعاني الجليلة الخيرة ، والأخبار العظيمة المؤثرة . ومن جملة ذلك الإخبار عن تكذيب أكثر الأمم السابقة الذين أعرضوا وتولوا عن عقيدة التوحيد ، ولجوا في الكفرمعاندين متلبسين بالوثنية والشرك وغير ذلك من ضلالات الآباء والأجداد فكان جزاؤهم الإهلاك والاستئصال ، ويوم القيامة يردون إلى الناروبئس القرار .

وفي السورة كثير من الأدلة والبينات على عظيم قدرة الله وأنه الإله الموجد الحق . وفيها تنديد شديد بالمشركين السفهاء الذين زعموا أن الملائكة بنات الله مستأثرين لأنفسهم بالبنين . تعالى الله عن افتراء الظالمين علوا كبيرا .

وتبين السورة أن الله رفع الناس بعضهم فوق بعض درجات تبعا لاختلاف طبائعهم وتفاوت طاقاتهم وقدراتهم واستعداداتهم البدنية والعقلية . وبناء على هذه القاعدة سيتخذ الناس بعضهم بعضا سخريا وهو ما لا بأس فيه ولا غرابة .

وفي السورة إخبار عن نبي الله موسى عليه السلام ، إذ دعا فرعون وقومه إلى دين الله ومجانبة الظلم والطغيان والغرور . لكن فرعون طغى وبغى ، وتجبر واستكبر فأخذه الله بالتغريق نكال كفره وعتوه وطغيانه .

وفي السورة إخبار عن المسيح ابن مريم عليه السلام . وأن ولادته وبعثه إيذان للساعة وإعلام من الله بدنو قيامها .

وفيها بيان بأحوال الظالمين الخاسرين في النار وما يلاقونه فيها من شديد الأهوال وفظاعة التحريق والاصطراخ والاستيئاس .

إلى غير ذلك من ضروب الأخبار والأفكار والمعاني وألوان التحذير والتهديد والتخويف .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ حم1 والكتاب المبين2 إنا جعلناه قرآنان عربيا لعلكم تعقلون3 وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم 4 أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين 5 وكم أرسلنا من نبي في الأولين 6 وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون7 فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين }

تقدم الكلام عن بعض فواتح السور من حروف التهجي المقطعة مثل { حم } وخير ما قيل في المراد بها ، إن ذلك مرده إلى الله فهو سبحانه العليم بما أراد .