في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (25)

17

( فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) . . وخاضت بعض التفاسير مع الإسرائيليات حول هذه الفتنة خوضاً كبيراً . تتنزه عنه طبيعة النبوة . ولا يتفق إطلاقاً مع حقيقتها . حتى الروايات التي حاولت تخفيف تلك الأساطير سارت معها شوطاً . وهي لا تصلح للنظر من الأساس . ولا تتفق مع قول الله تعالى : ( وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) . .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَغَفَرۡنَا لَهُۥ ذَٰلِكَۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلۡفَىٰ وَحُسۡنَ مَـَٔابٖ} (25)

قوله : { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ } { ذلك } في موضع نصب للفعل ، غفرنا ؛ أي فغفرنا له ذلك الذنب .

واختلف المفسرون في الذنب الذي استغفر له داود وتاب عنه . وفي ذلك جملة أقوال عن حقيقة هذا الذنب ، ما نظن أن واحدا منها يصح . فمثلها من الذنوب لا يقع فيها المتقون الصالحون ، فكيف بالنبيين أولي العصمة والدرجات العلا من الإيمان والتقى ؟ !

إن داود عليه السلام طلب من زوج المرأة فراقها ليتزوجها ويضمها إلى نسائه وهن تسع وتسعون واحدة . فنبهه الله على ذلك بإرسال الملكين إليه ليتخاصموا في مثل قصته تذكيرا وتنبيها .

وما ينبغي أن نركن في مثل هذه المسألة إلى كثير من الأقوال التي جُلُّها من الإسرائيليات ، وهذه مزيج من الأخبار والقصص التي يخالطها الغلو وشطحات الخيال التائه فلا ينبغي التعويل عليها ما لم يعززها شيء من كتاب ربنا الحكيم أو سنة نبيه الصحيحة .

قوله : { وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى } أي القربة والدنو من الله يوم القيامة { وَحُسْنَ مَآَبٍ } أي حُسن مرجع ومنقلب إليه يوم القيامة .