في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

والبيت المعمور : قد يكون هو الكعبة . ولكن الأرجح أن يكون بيت عبادة الملائكة في السماء لما ورد في الصحيحين في حديث الإسراء : " ثم رفع بي إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم " . . يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم !

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

{ والبيت المعمور } يعني الكعبة وعمارتها بالحجاج و المجاورين ، أو الضراح وهو في السماء الرابعة وعمرانه كثرة غاشيته من الملائكة ، أو قلب المؤمن وعمارته بالمعرفة والإخلاص .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

واختلف الناس في { البيت المعمور } فقال الحسن بن أبي الحسن البصري : هي الكعبة . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس وعكرمة : هو بيت في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة ، ويقال الضريح ، ذكر ذلك الطبري وهو الذي ذكر في حديث الإسراء . قال جبريل عليه السلام : هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم{[10628]} وبهذا عمارته . ويروى أنه في السماء السابعة . وقيل في السادسة وقيل إنه مقابل الكعبة لو خر لسقط عليها . وقال مجاهد وقتادة وابن زيد : في كل سماء بيت معمور ، وفي كل أرض كذلك . وهي كلها على خط مع الكعبة .


[10628]:أخرجه ابن جرير، ومسلم، عن أنس، عن مالك بن صعصعة، رجل من قومه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:(رفع إلي البيت المعمور، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا، آخر ما عليهم)، وقال ابن كثير في تفسيره:"ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة:( ثم رفع إلي البيت المعمور، وإذ هو يدخله كل يوم سبعون ألفا، لا يعودون إليه، آخر ما عليهم)، يعني يتعبدون فيه ويطوفون كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، كذلك ذاك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلۡبَيۡتِ ٱلۡمَعۡمُورِ} (4)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وَالبَيْتِ المَعْمُورِ يقول: والبيت الذي يعمر بكثرة غاشيته وهو بيت فيما ذُكر في السماء بحيال الكعبة من الأرض، يدخله كلّ يوم سبعون ألفا من الملائكة، ثم لا يعودون فيه أبدا...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... يحتمل أن يكون القسم بالبيت المعمور، هو الكعبة، وهو معمور، قد عظّم الله شأنه وأمره في قلوب الناس كافّة: في قلوب الكفار والمؤمنين جميعا، حتى كانت قريش وسائر العرب يحُجّونه، ويزورونه، ويعظّمونه فأقسم به على ما ذكر، والله أعلم. وقال أبو عبيدة: {والبيت المعمور} الكثير الأهل...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء -بعد مجاوزته إلى السماء السابعة -: "ثم رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم " يعني: يتعبدون فيه ويطوفون، كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت، هو كعبة أهل السماء السابعة؛ ولهذا وجد إبراهيم الخليل، عليه السلام، مسندا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها، ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة. والله أعلم.

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

{والبيت المعمور} أي الذي يعمر بكثرة غاشيته. وهو الكعبة المعمورة بالحجاج والعمّار والطائفين والعاكفين والمجاورين.لأنه يناسب ما جاء في سورة (التين) من عطف {البلد الأمين} على {طور سنين} والقرآن يفسر بعضه بعضا، لتشابه آياته، وتماثلها كثيرا، وإن تنوعت بلاغة الأسلوب.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وثمة أخبار كثيرة متفاوتة في أن في السماء موضعاً يقال له: البيت المعمور، لكن الروايات في كونه المرادَ من هذه الآية ليست صريحة.

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

وليس هناك منافاة بين أن يكون المقسم به الكعبة، أو البيت المعمور في السماء، لأن كلا البيتين معظم، ذاك معظم في أهل السماء، وهذا معظم في أهل الأرض، ولا مانع، فالصواب أن الآية شاملة لهذا وهذا، إلا إذا وُجد قرينة ترجح أن المراد به البيت المعمور في السماء