في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ} (103)

99

ويعرض ميزان الحساب وعملية الوزن في سرعة واختصار .

فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون . ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون . تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون . .

وعملية الوزن بالميزان تجري على طريقة القرآن في التعبير بالتصوير ، وتجسيم المعاني في صور حسية ، ومشاهد ذات حركة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ} (103)

{ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } أي : ثقلت سيئاته على حسناته ، { فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } أي : خابوا وهلكوا ، وباؤوا بالصفقة{[20683]} الخاسرة .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، حدثنا داود بن المُحَبَّر ، حدثنا صالح المُرِّيّ ، عن ثابت البُناني وجعفر بن زيد ومنصور بن زاذان ، عن أنس بن مالك يرفعه قال : " إن لله ملكا موكلا بالميزان ، فيؤتى بابن آدم ، فيوقف بين كفتي الميزان ، فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق : شقي فلان شقاوة لا{[20684]} يسعد بعدها أبدًا " {[20685]} .

إسناده ضعيف ، فإن داود بن المُحَبَّر متروك .

ولهذا قال : " في جهنم خالدون " أي : ماكثون ، دائمون مقيمون لا يظعنون .


[20683]:- في أ : "وفازوا بالصفة".
[20684]:- في ف : "فلا".
[20685]:- ورواه أبو نعيم في الحلية كما في تخريج الإحياء (4098) وقال : "تفرد به داود بن المحبر".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَمَنۡ خَفَّتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ} (103)

ووزن الكافر على أحد وجهين : إما أن يوضع كفره في كفه فلا يجد شيئاً يعادله في الكفة الأخرى ، وإما أن توضع أعماله من صلة رحم ووجه بر في كفة الحسنات ثم يوضع كفره في الكفة الأخرى فتخف أعماله .