في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

وكان ذلك كله بإرادة الله وأمره ، ومشيئته في إرسال الرسل للفصل والتبيين :

( أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

{ أمرا من عندنا } منصوب على الاختصاص . أي أعنى به أمرا عظيما صادرا من عندنا ؛ كما اقتضاه علمنا وتدبيرنا . { إنا كنا مرسلين رحمة من ربك } بدل من قوله تعالى " إنا كنا منذرين " ؛ أي أنزلنا القرآن لأن من شأننا إرسال الرسل بالكتب إلى العباد لأجل الرحمة عليهم . وحاصل المعنى : أنه تعالى أنزل القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر المباركة ، التي يبين فيها للملائكة كل أمر حكيم من الأمور المتعلقة بعباده ، صادر على وفق علمه وتدبيره ، والقرآن من أجلّها ، وقد أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم رحمة على العباد وهداية وتعليما ، جريا على سننه في خلقه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أمرا من عندنا}: كان أمرا منا.

{إنا كنا مرسلين} يعني منزلين هذا القرآن...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"أمْرا مِنْ عِنْدِنا إنّا كُنّا مُرْسِلِينَ" يقول تعالى ذكره: في هذه الليلة المباركة يُفْرق كلّ أمر حكيم، أمرا من عندنا.

اختلف أهل العربية في وجه نصب قوله: أمْرا فقال بعض نحويي الكوفة: نصب على إنا أنزلناه أمرا ورحمة على الحال، وقال بعض نحويي البصرة: نصب على معنى يفرق كل أمر فرقا وأمرا.

"إنّا كُنّا مُرْسِلِينَ": إنا كنا مرسلي رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى عبادنا.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَا} نصب على الاختصاص، جعل كل أمر جزلاً فخماً بأن وصفه بالحكيم، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال: أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا كائناً من لدنا، كما اقتضاه علمنا وتدبيرنا.

ويجوز أن يراد به الأمر الذي هو ضد النهي.

ثم إما أن يوضع موضع فرقانا الذي هو مصدر يفرق؛ لأنّ معنى الأمر والفرقان واحد، من حيث إنه إذا حكم بالشيء وكتبه فقد أمر به وأوجبه. أو يكون حالاً من أحد الضميرين في أنزلناه: إما من ضمير الفاعل، أي: أنزلناه آمرين أمراً. أو من ضمير المفعول أي أنزلناه في حال كونه أمراً من عندنا بما يجب أن يفعل...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كان هذا مفهماً لأمور لا حصر لها، بين أنه لا كلفة عليه سبحانه فيه، ولا تجدد عنده في وقت من الأوقات لشيء لم يكن قبل إلا تعليق القدرة المقدرة على وفق الإرادة، فقال مؤكداً لفخامة ما تضمنه وصفه بأنه حكيم: {أمراً} أي حال كون هذا كله مع انتشاره وعدم انحصاره أمراً عظيماً جداً واحداً لا تعدد فيه دبرناه في الأزل وقررناه وأتقناه واخترناه ليوجد في أوقاته بتقدير، ويبرز على ما له من الإحكام في أحيانه في أقل [من-] لمح البصر، ودل على أنه ليس مستغرقاً لما تحت قدرته سبحانه بإثبات الجار فقال: {من عندنا} أي من العاديات والخوارق وما وراءها.

ولما بين [حال-] الفرقان الذي من جملته الإنذار، علله بقوله مؤكداً لما لهم من الإنكار: {إنا} أي بما لنا من أوصاف الكمال وكمال العظمة.

{كنا} أي أزلاً وأبداً. {مرسلين} أي لنا صفة الإرسال بالقدرة عليها في [كل-] حين والإرسال لمصالح العباد، لا بد فيه من الفرقان بالبشارة والنذارة وغيرهما حتى لا يكون لبس، فلا يكون لأحد على الله حجة بعد الرسل، وهذا الكلام المنتظم والقول الملتحم بعضه ببعض، المتراصف أجمل رصف في وصف ليلة الإنزال دال على أنه لم تنزل صحيفة ولا كتاب إلا في هذه الليلة، فيدل على أنها ليلة القدر للأحاديث الواردة في أن الكتب كلها نزلت فيها كما بينته في كتابي "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور "وكذا قوله في سورة القدر {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} فإن الوحي الذي [هو-] مجمع ذلك هو روح الأمور الحكيمة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وانتصب {أمراً من عندنا} على الحال من {أمر حكيم}.

وإعادة كلمة {أمراً} لتفخيم شأنه، وإلا فإن المقصود الأصلي هو قوله: {من عندنا}، فكان مقتضى الظاهر أن يقع {من عندنا} صفةً ل {أمر حكيم} فخولف ذلك لهذه النكتة، أي أمراً عظيماً فخماً إذا وصف ب {حكيم}. ثم بكونه من عند الله تشريفاً له بهذه العندية، وينصرف هذا التشريف والتعظيم ابتداءً وبالتعيين إلى القرآن إذ كان بنزوله في تلك الليلة تشريفها وجعلها وقتاً لقضاء الأمور الشريفة الحكيمة. وجملة {إنا كنا مرسلين} معترضة وحرف (إنّ) فيها مثل ما وقع في {إنا كنا منذرين}.

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

قوله تعالى : " أمرا من عندنا " قال النقاش : الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده . وقال ابن عيسى : هو ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده . وهو مصدر في موضع الحال .

وكذلك " رحمة ربك " وهما عند الأخفش حالان ، تقديرهما : أنزلناه آمرين به وراحمين . المبرد : " أمرا " في موضع المصدر ، والتقدير : أنزلناه إنزالا . الفراء والزجاج : " أمرا " نصب ن " يفرق " ، مثل قولك " يفرق فرقا " فأمر بمعنى فرق فهو مصدر ، مثل قولك : يضرب ضربا . وقيل : " يفرق " يدل على يؤمر ، فهو مصدر عمل فيه ما قبله . " إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك " قال الفراء " رحمة " مفعول ب " مرسلين " . والرحمة النبي صلى الله عليه وسلم . وقال الزجاج : " رحمة " مفعول من أجله ، أي أرسلناه للرحمة . وقيل : هي بدل من قول . " أمرا " وقيل : هي مصدر . الزمخشري : " أمرا " نصب على الاختصاص ، جعل كل أمر جزلا فخما بأن وصفه بالحكيم ، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال : أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا ، كائنا من لدنا ، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا . وفي قراءة زيد بن علي " أمر من عندنا " على هو أمر ، وهي تنصر انتصابه على الاختصاص . وقرأ الحسن " رحمة " على تلك هي رحمة ، وهي تنصر انتصابها بأنه مفعول له .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

{ أمرا من عندنا } مفعول بفعل مضمر على الاختصاص قاله الزمخشري ، وقال ابن عطية : نصب على المصدر ، وقيل : على الحال .

{ مرسلين } إرسال الرسل عليهم السلام ، وقيل : من إرسال الرحمة والأول أظهر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

ولما كان هذا مفهماً لأمور لا حصر لها ، بين أنه لا كلفة عليه سبحانه فيه ، ولا تجدد عنده في وقت من الأوقات لشيء لم يكن قبل إلا تعليق القدرة المقدرة على وفق الإرادة ، فقال مؤكداً {[57257]}لفخامة ما{[57258]} تضمنه وصفه بأنه حكيم : { أمراً } أي حال كون هذا كله مع انتشاره وعدم انحصاره أمراً عظيماً جداً واحداً لا تعدد فيه{[57259]} دبرناه في الأزل وقررناه وأتقناه واخترناه ليوجد في {[57260]}أوقاته بتقدير ، ويبرز{[57261]} على ما له من الإحكام في أحيانه في{[57262]} أقل [ من-{[57263]} ] لمح البصر ، ودل على أنه ليس مستغرقاً لما تحت قدرته سبحانه بإثبات الجار فقال : { من عندنا } أي من العاديات والخوارق وما وراءها .

ولما بين [ حال-{[57264]} ] الفرقان الذي من جملته الإنذار ، علله بقوله مؤكداً لما لهم من الإنكار : { إنا } أي بما لنا من أوصاف الكمال وكمال العظمة { كنا } أي أزلاً وأبداً { مرسلين * } أي لنا صفة الإرسال بالقدرة عليها في [ كل-{[57265]} ] حين والإرسال لمصالح العباد ، لا بد فيه من الفرقان بالبشارة والنذارة وغيرهما حتى لا يكون لبس ، فلا يكون لأحد على الله حجة {[57266]}بعد الرسل{[57267]} ، وهذا الكلام المنتظم والقول الملتحم بعضه{[57268]} ببعض ، المتراصف{[57269]} أجمل رصف في وصف ليلة الإنزال دال على أنه لم تنزل{[57270]} صحيفة ولا كتاب{[57271]} إلا في هذه الليلة ، فيدل على أنها ليلة القدر للأحاديث الواردة في أن الكتب كلها نزلت فيها كما بينته في كتابي " مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " وكذا قوله في سورة القدر { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر } فإن الوحي الذي [ هو-{[57272]} ] مجمع ذلك هو روح الأمور الحكيمة{[57273]} ،


[57257]:من مد، وفي الأصل و ظ: لما
[57258]:من مد، وفي الأصل و ظ: لما
[57259]:زيد في الأصل: ونحن قد، ولم تكن الزيادة في ظ و مد فحذفناهما.
[57260]:من مد، وفي الأصل و ظ: أوقات بتقدير أمرنا وبرز.
[57261]:من مد، وفي الأصل و ظ: أوقات بتقدير أمرنا وبرز.
[57262]:من مد، وفي الأصل و ظ: من
[57263]:زيد من مد
[57264]:زيد من ظ ومد.
[57265]:زيد من ظ و مد.
[57266]:سقط ما بين الرقمين من مد
[57267]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[57268]:من مد، وفي الأصل و ظ: بعض.
[57269]:من مد، وفي الأصل و ظ: المراصف
[57270]:من مد، وفي الأصل و ظ: لم ينزل.
[57271]:من مد، وفي الأصل و ظ: كتابا.
[57272]:في الأصل و ظ: الحكمية، وفي مد: الحكيم.
[57273]:زيد من مد.