فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

وانتصاب قوله { أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا } بيفرق أي يفرق فرقا لأن أمرا بمعنى فرقا ، قاله الزجاج والفراء ، والمعنى أنا نأمر ببيان ذلك ونسخه من اللوح المحفوظ ، فهو على هذا منتصب على المصدرية ، مثل قولك يضرب ضربا ، قال المبرد أمرا في موضع المصدر ، والتقدير أنزلناه إنزالا ، وقال الأخفش انتصابه على الحال ، أي آمرين ، وقيل على الاختصاص أعني بهذا الأمر أمرا حاصلا من عندنا ، وفيه تفخيم لشأن القرآن وتعظيم له . وقد ذكر بعض أهل العلم في انتصاب أمرا أثني عشر وجها أظهرها ما ذكرناه ، وقرأ زيد بن عليّ بالرفع أي هو أمر .

{ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } الرسل محمدا ومن قبله قال الرازي المعنى إنا فعلنا ذلك الإنذار لأجل أنا كنا مرسلين للأنبياء ، ومثله قال ابن الخطيب ،