قوله : «أَمْراً » فيه اثْنَا عَشَرَ{[50224]} وَجْهَاً :
أحدهما : أن ينتصب حالاً من فاعل «أَنْزَلْنَاهُ »{[50225]} .
الثاني : ( أنه{[50226]} ) حال من مفعوله أي أنْزَلْنَاهُ آمرينَ ، أو مَأمُوراً بِهِ{[50227]} .
الثالث : أن يكون مفعولاً له وناصبه إمَّا «أَنْزَلْنَاهُ » وإما «مُنْذِرِينَ » وإما «يُفْرَقُ »{[50228]} .
الرابع : أنه مصدر من معنى يفرق أي فَرْقاً{[50229]} .
الخامس : أنه مصدر «لأَمْرَنَا » محذوفاً{[50230]} .
السادس : أن يكون يُفْرَقُ بمعنى يأمر{[50231]} . والفرق بين هذا وما تقدم أنك رددت في هذا بالعامل إلى المصدر ، وفميا تقدم بالعكس .
السابع : أنه حال من «كُلُّ »{[50232]} . حكى أبو علي الفارسي عن ( أبي{[50233]} ) الحسن أنه حمل قوله : «أمْرا » على الحال ، وذُو الحال «كل أمر حكيم »{[50234]} .
الثامن : أنه حال من «أَمْرٍ » . وجاز ذلك ؛ لأنه وصف ؛ إلا أن فيه شيئين : مجيء الحال من المضاف إليه في{[50235]} غير المواضع المذكورة . والثاني : أنها مؤكدة{[50236]} .
التاسع : أنه مصدر لأَنْزَلَ ، أي ( إنَّا{[50237]} ) أَنْزَلْنَاهُ إِنْزَالاً ، قاله الأخفش{[50238]} .
العاشر : أنه مصدر لكان بتأويل العامل فيه إلى معناه ، أي أَمَرْنَا به أَمْراً بسبب الإنْزَال ، كما قالوا ذلك في وجهي : «فِيهَا يُفْرَقُ » فرقاً ، أو يَنْزِلُ إنزالاً{[50239]} .
الحادي عشر : أنه منصوب على الاختصاص ، قاله الزمخشري{[50240]} . ولا يعني بذلك الاختصاص الاصطلاحي فإنه لا يكون نكرةً .
الثاني عشر : أن يكون حالاً من الضمير في «حَكِيمٍ »{[50241]} .
الثالث عشر{[50242]} : أن ينتصب مفعولاً به بمُنْذِرينَ{[50243]} ، كقوله : { لِّيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً } [ الكهف : 2 ] ويكون المفعول الأول محذوفاً أي مُنْذِرينَ الناسَ أمراً ، والحاصل أن انتصابه يرجع إلى أربعة أشياء : المفعول به والمفعول له ، والمصدريةِ ، والحاليةِ ، وإنما التكثير بحسب المحالِّ{[50244]} .
وقرأ زيد بن علي : أَمْرٌ بالرفع{[50245]} . قال الزمخشري : وهي تُقَوِّي النصب على الاختصاص{[50246]} .
قوله : «مِنْ عِنْدنَا » يجوز أن يتعلق «بيُفْرَقُ » أي من جهتنا وهي لابتداء الغاية مجازاً .
ويجوز أن تكون صفة لأمراً{[50247]} .
قوله : { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } جواب ثالث ، أو مستأنف ، أو بدل من قوله : إنا كنا منذرين{[50248]} . قال ابن الخطيب : أي إنا فعلنا ذلك الإنذار لأجل أَنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ، يعني الأنبياء{[50249]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.