فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ} (5)

{ أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا } قال الزجاج والفراء : انتصاب { أمراً } ب{ يفرق } ، أي : يفرق فرقاً ، لأن أمراً بمعنى : فرقاً . والمعنى : إنا نأمر ببيان ذلك ونسخه من اللوح المحفوظ ، فهو على هذا منتصب على المصدرية مثل قولك : يضرب ضرباً . قال المبرد { أمراً } في موضع المصدر ، والتقدير : أنزلناه إنزالاً . وقال الأخفش : انتصابه على الحال ، أي آمرين . وقيل : هو منصوب على الاختصاص ، أي : أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا ، وفيه تفخيم لشأن القرآن وتعظيم له . وقد ذكر بعض أهل العلم في انتصاب { أمراً } اثني عشر وجهاً أظهرها ما ذكرناه ، وقرأ زيد بن علي " أمر " بالرفع ، أي هو أمر { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } هذه الجملة إما بدل من قوله : { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } ، أو جواب ثالث للقسم أو مستأنفة . قال الرازي : المعنى إنا فعلنا ذلك الإنذار لأجل إنا كنا مرسلين للأنبياء .

/خ16