في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ثم يقرع قلوبهم بهول ما ينتظرهم هناك بعد زيارة المقابر في إيقاع عميق رزين :

( كلا سوف تعلمون ) . .

   
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

وبعد تنبيه الناس لأن يستيقظوا ويعملوا صالحاً ، جاء التوكيدُ على أن الناس سيُبْعَثون يوم القيامة ، ويرون بأعينِهم جهنّم .

وسوف يُسألون عن كل ما تنعّموا به في الدنيا فيقول :

{ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين } .

لقد كرّر كلمة ( كَلا ) ثلاثَ مرّات ، وفي هذا زجرٌ وتهديد حتى يتنبّه الناسُ ويستيقظوا ، فتنبَّهوا أيها الناسُ ، وسارِعوا إلى الخيرات ، اعملوا لربّكم ودِينكم وأُمتكم ومجتمعكم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ثم رد الله عليهم فقال :{ كلا } ليس الأمر بالتكاثر ، { سوف تعلمون } وعيد لهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

{ كلا } ليس الأمر الذي ينبغي أن تكونوا عليه التكاثر { سوف تعلمون } عند النزع سوء عاقبة ما كنتم عليه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

{ كلا سوف تعلمون } زجر وتهديد ، ثم كرره للتأكيد ، وعطفه بثم إشارة إلى أن الثاني أعظم من الأول . وقيل : الأول تهديد للكفار ، والثاني تهديد للمؤمنين . وحذف معمول ( تعلمون ) ، وتقديره تعلمون ما يحل بكم ، أو تعلمون أن القرآن حق ، أو تعلمون أنكم كنتم على خطأ في اشتغالكم بالدنيا ، وإنما حذفه لقصد التهويل ، فيقدر السامع أعظم ما يخطر بباله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ولما كان الاشتغال بالتكاثر في غاية الدلالة على السفه ؛ لأن من المعلوم قطعاً أن هذا الكون على هذا النظام لا يكون إلا بصانع حكيم ، وكان العقلاء المنتفعون بالكون في غاية التظالم ، وكان الحكيم لا يرضى أصلاً أن يكون عبيده يظلم بعضهم بعضاً ، ثم لا يحكم بينهم ، ولا ينظر في مصالحهم ، علم قطعاً أنه يبعثهم ليحكم بينهم ؛ لأنه كما قدر على إبدائهم يقدر على إعادتهم ، وقد وعد بذلك ، وأرسل به رسله ، وأنزل به كتبه ، فثبت ذلك ثبوتاً لا مرية فيه ، ولا مزيد عليه ، وكان الحال مقتضياً لأن يردع غاية الردع من أعرض عما يعنيه ، وأقبل على ما لا يعنيه ، فقال سبحانه معبراً بأم الروادع ، وجامعة الزواجر والصوادع : { كلا } ، أي ارتدعوا أتم ردع ، وانزجروا أعظم زجر ، عن الاشتغال بما لا يجدي ، فإنه ليس الأمر كما تظنون من أن الفخر في المكاثرة بالأعراض الدنيوية ، ولم تخلقوا لذلك ، إنما خلقتم لأمر عظيم ، فهو الذي يهمكم ، فاشتغلتم عنه بما لا يهمكم ، فكنتم لاهين ، كمن كان يكفيه كل يوم درهم فاشتغل بتحصيل أكثر ، وكذا من ترك المهم من التفسير واشتغل بالأقوال الشاذة ، أو ترك المهم من الفقه واشتغل بنوادر الفروع وعلل النحو وغيرها ، وترك ما هو أهم منه مما لا عيش له إلا به .

ولما كان الردع لا يكون إلا عن ضار يجر وبالاً وحسرة ، دل على ذلك بقوله استئنافاً : { سوف } أي بعد مهلة طويلة يتذكر فيها من تذكر { تعلمون * } أي يتجدد لكم العلم بوعد لا خلف فيه بما أنتم عليه من الخطإ عند معاينة ما يكشفه الموت ، ويجر حزنه الفوت ، من عاقبة ذلك ووباله .