غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

وتكرير الوعيد وهو { سوف تعلمون } للتأكيد . وقيل : الأول عند الموت حين يقال له : لا بشرى ، والثاني في سؤال القبر ؛ إذ يقال : مَن ربك ؟ وفيه دليل على عذاب القبر على ما روي عن علي عليه السلام ، أو حين ينادي المنادي فلان شقي شقاوة لا سعادة بعدها أبداً ، أو حين يقال { وامتازوا اليوم } [ يس : 59 ] ، وعن الضحاك : أراد سوف تعلمون أيها الكفار ، ثم كلا سوف تعلمون أيها المؤمنون ، فالأول وعيد ، والثاني وعد . وقيل : إن كل واحد يعلم قبح الكذب والظلم وحسن الصدق والعدل لكن لا يعرف مقدار آثارها ونتائجها ، فالله يقول : سوف تعلمون علماً تفصيلياً استدراجياً شيئاً فشيئاً عند الموت ، ثم عند البعث ، ثم في النار أو في الجنة .

/خ8