الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

ثم قال تعالى : { كلا سوف تعلمون ثم كلا سوفت تعلمون } .

هذا وعيد وتهدد من الله لهم ، وفيه دليل على صحة القول بعذاب القبر ، لأن الله أخبر عن هؤلاء القوم أنهم سيعملون ما يحل بهم إذا زاروا المقابر ، أي : إذا ماتوا .

قال علي بن أبي طالب عليه السلام : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة( {[77321]} ) .

وقوله : " كلا " : أجاز قوم الوقف عليها على معنى : ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر عن الآخرة  ! والوقف عند أبي حاتم على " المقابر " ويبتدأ " بكلا " على المعنى( {[77322]} ) : " حقا " ، أو بمعنى : " ألا " ( {[77323]} ) . والوقف عن محمد بن عيسى( {[77324]} ) على " كلا " ، والمعنى عنده : لا ينفعكم التكاثر ، ثم يبتدأ : { سوف تعلمون } أي : سوف تعلمون عاقبة اشتغالكم ولهوكم في الدنيا عن طاعة الله( {[77325]} ) .


[77321]:انظر: جامع البيان 30/283.
[77322]:أ، ث: معنى.
[77323]:انظر: كتاب شرح كلا: 65.
[77324]:هو أبو عبد الله بن عيسى بن إبراهيم التيمي الأصبهاني، من أئمة القراءات والعربية، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن خالد بن خالد والحسن بن عطية، وروى القراءة عنه الفضل ابن شاذان، له: "الجامع" في القراءات و"ريم القرآن". (ث: 253هـ). انظر: الغاية لابن الجزري: 2/223 وبغية الوعاة: 1/205.
[77325]:انظر: كتاب شرح كلا: 65.