فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ} (3)

{ كلا سوف تعلمون } ردع وزجر لهم عن التكاثر ، وتنبيه على أنهم سيعلمون عاقبة ذلك يوم القيامة ، وفيه وعيد شديد ، قال الفراء : أي ليس الأمر على ما أنتم عليه من التكاثر والتفاخر .

ثم كرر الردع والزجر والوعيد فقال { ثم كلا سوف تعلمون } ، ثم للدلالة على أن الثاني أبلغ من الأول ، وقيل : الأول عند الموت أو في القبر ، والثاني يوم القيامة ، قال الفراء : هذا التكرار على وجه التغليظ والتأكيد ، قال مجاهد : هو وعيد بعد وعيد ، وكذا قال الحسن ومقاتل .

وجعله الشيخ جمال الدين بن مالك من التوكيد اللفظي مع توسط حرف العطف ، وقال الزمخشري : والتكرير تأكيد للردع ، والرد عليهم ، ونقل عن علي { كلا سوف تعلمون } في الدنيا { ثم كلا سوف تعلمون } في الآخرة ، فعلى هذا يكون غير مكرر لحصول التغاير بينهما ؛ لأجل تغاير المتعلقين ، وثم على بابها من المهلة ، وحذف متعلق العلم في الأفعال الثلاثة ؛ لأن الغرض هو الفعل لا متعلقه ، والعلم بمعنى المعرفة ، فيتعدى لمفعول واحد ، قاله السمين .