{ عُرباً } : الواحدة عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل .
{ أتراباً } : أي مستويات في السن الواحدة يقال لها تِرابٌ والجمع أتراب .
عُربا أتراباً العروب هي المتحببة إلى زوجها العاشقة له المتغنجة والأتراب المتساويات في السن ، وترب الإِنسان من وُلد معه في وقت واحد فمس جلده التراب مع مس التراب جلدك .
قوله تعالى : { عربا } قرأ حمزة وإسماعيل عن نافع وأبو بكر :{ عربا } ساكنة الراء ، والباقون بضمها وهي جمع عروب أي : عواشق محببات إلى أزواجهن . قال الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس . وقال عكرمة عنه : ملقة . وقال عكرمة : غنجة . وقال أسامة بن زيد عن أبيه : { عربا } حسنات الكلام . { أترابا } مستويات في السن على سن واحد .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا شيبة ، أنبأنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل أهل الجنة الجنة جرداً مزداً بيضاً جعاداً مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين ، على خلق آدم طوله ستون ذراعاً في سبعة أذرع " .
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الحارث ، أنبأنا محمد بن يعقوب الكسائي ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن رشد بن سعد ، حدثني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي السمح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء " وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ينظر إلى وجهه في خدها اصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب ، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك " . وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون أبناء ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً ، وكذلك أهل النار " وبهذا الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة فيها تضيء ما بين المشرق والمغرب " .
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة ، أنبأنا أبو طاهر الحاربي ، أنبأنا محمد ابن يعقوب ، أنبأنا عبد الله بن محمود ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، أنبأنا عبد لله بن المبارك عن محمد بن سليمان عن الحجاج بن عتاب العبدي عن عبد الله بن معبد الرماني ، عن أبي هريرة قال : " أدنى أهل الجنة منزلة وما منهم دنيء لمن يغدو عليه ويروح عشرة آلاف خادم ، مع كل واحد منهم طريفة ليست مع صاحبه " .
" عربا " جمع عروب . قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : العرب العواشق لأزوجهن . وعن ابن عباس أيضا : إنها العروب الملقة . عكرمة : الغنجة . ابن زيد : بلغة أهل المدينة . ومنه قول لبيد :
وفي الخباء{[14648]} عَرُوبٌ غير فاحشة *** رَيّا الرَّوادِفِ يعشَى دونها البصرُ
وهي الشَّكِلة{[14649]} بلغة أهل مكة . وعن زيد بن أسلم أيضا : الحسنة الكلام . وعن عكرمة أيضا وقتادة : العرب المتحببات إلى أزواجهن ، واشتقاقه من أعرب إذا بين ، فالعروب تبين محبتها لزوجها بشكل وغنج وحسن كلام . وقيل : إنها الحسنة التَّبَعُّل{[14650]} لتكون ألذ استمتاعا . وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عربا " قال : ( كلامهن عربي ) . وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم " عربا " بإسكان الراء . وضم الباقون وهما جائزان في جمع فعول . " أترابا " على ميلاد واحد في الاستواء وسن واحدة ثلاث وثلاثين سنة . يقال في النساء أتراب وفي الرجال أقران . وكانت العرب تميل إلى من جاوزت حد الصبا من النساء وانحطت عن الكبر . وقيل : " أترابا " أمثالا وأشكالا ، قاله مجاهد . السدي : أتراب في الأخلاق لا تباغض بينهن ولا تحاسد .
قوله : { عربا أترابا } عربا ، أي متحببات إلى أزواجهن بالظرافة والملاحة والرشاقة والأناقة . وأترابا ، أي على ميلاد واحد ، فهن مستويات في السن . فقد روي أن عجوزا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله تعالى أن يدخلني الجنة فقال : " إن الجنة لا تدخلها عجوز " فولت تبكي . فقال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول : { إن أنشأناهن إنشاء 35 فجعلناهن أبكارا } " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.