في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) . . فالذين يخافون هم الذين يرون الآية ويدركونها وينتفعون بها . أما الآخرون فمطموسون لا يرون آيات الله . لا في الأرض ولا في أنفسهم ولا في أحداث التاريخ !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

آية : علامة .

وجعلنا بَلَدهم عِبرةً بما أنزلنا بِها من العذابِ والدّمارِ ، وذِكرى للّذين يخافون الله .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وتركنا فيها آية} يعني عبرة لمن بعدهم {للذين يخافون العذاب الأليم} يعني الوجيع...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ "يقول: وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية، وقال جلّ ثناؤه: "وَتَرَكْنا فِيها آيَةً" والمعنى: وتركناها آية، لأنها التي ائتفكت بأهلها، فهي الآية، وذلك كقول القائل: ترى في هذا الشيء عبرة وآية، ومعناها: هذا الشيء آية وعبرة، كما قال جلّ ثناؤه "لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإخْوَتِهِ آياتٌ للسّائِلِينَ" وهم كانوا الآيات وفعلهم، ويعني بالآية: العظة والعبرة، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وتركنا فيها آية} أي تركنا في قريات لوط عليه السلام التي أهلكنا آية وعبرة لمن بعدهم، وهي ما ذكر في آية أخرى: {وإنكم لتمُرّون عليهم مصبحين} {وبالليل أفلا تعقلون} [الصافات: 137 و138] أي إنكم لتمرّون على أولئك الذين أهلكوا، وعُذّبوا، وبالليل والنهار؛ فتعلمون أنهم لمَ أُهلكوا؟ ولمَ عُذّبوا؟ بالتكذيب والعناد. والذين نجوا إنما نجوا بالتصديق والإسلام؛ وذلك آية لمن بعدهم.

وقوله تعالى: {للذين يخافون العذاب الأليم} أي يكون ذلك آية للذين يخافون العذاب الأليم، وهم المؤمنون أي هم المنتفعون بها...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"للذين يخافون العذاب الاليم " إنما خص الخائفين من العذاب الأليم بالآية لأنهم الذين يعتبرون بها وينتفعون بها.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وتركنا} في القرية المذكورة، وهي سدوم أثراً من العذاب باقياً مؤرخاً لا يفنى ذكره فهو: {آية} أي علامة على قدرة الله وانتقامه من الكفرة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

معنى {وتركنا فيها آية}: أن القرية بقيت خراباً لم تعمر، فكان ما فيها من آثار الخراب آية للذين يخافون عذاب الله...

أي تركنا في قصتهم. والترك حقيقته: مفارقة شخص شيئاً حصل معه في مكان ففارق ذلك المكان وأبقى منه ما كان معه... ويطلق على التسبب في إيجاد حالة تطول...

والترك في الآية: كناية عن إبقاء الشيء في موضع دون مفارقة التارك...

. و {الذين يخافون العذاب} هم المؤمنون بالبعث والجزاء من أهل الإِسلام وأهل الكتاب دون المشركين فإنهم لما لم ينتفعوا بدلالة مواقع الاستئصال على أسباب ذلك الاستئصال نُزلت دلالة آيتِه بالنسبة إليهم منزلةَ ما ليس بآية كما قال تعالى: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [ق: 45].

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

{ وتركنا فيها } باهلاكهم { آية } علامة للخائفين تدل على أن الله أهلكهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

" وتركنا فيها آية " أي عبرة وعلامة لأهل ذلك الزمان ومن بعدهم ، نظيره : " ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون{[14242]} " [ العنكبوت : 35 ] . ثم قيل : الآية المتروكة نفس القرية الخربة . وقيل : الحجارة المنضودة التي رجموا بها هي الآية . " للذين يخافون " لأنهم المنتفعون{[14243]} .


[14242]:راجع جـ 13 ص 343.
[14243]:في ح "المشفقون".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

ولما-{[61398]} وكان إبقاء آثار المهلكين أدل على قدرة من أهلكهم قال : { وتركنا } أي بما لنا من العظمة { فيها } أي تلك القرى بما أوقعنا بها{[61399]} من العذاب الذي كان مبدأه أنسب شيء بفعل الذاريات {[61400]}من السحاب{[61401]} فإنا قلعنا قراهم كلها وصعدت في الجو كالغمام إلى عنان السماء ولم يشعر أحد من أهلها بشيء من ذلك ثم قلبت وأتبعت الحجارة ثم خسف بها وغمرت بالماء الذي لا يشبه شيئاً من مياه الأرض كما أن خباثتهم{[61402]} لم تشبه خباثة{[61403]} أحد ممن تقدمهم من أهل الأرض { آية } أي علامة عظيمة على قدرتنا على ما نريد { للذين يخافون } كما تقدم آخر " ق " أنهم المقصودون في الحقيقة بالإنذار لأنهم المنتفعون به دون من قسا قلبه ولم يعتبر { العذاب الأليم * } أي أن يحل بهم كما حل بهذه القرى في الدنيا من رفع الملائكة لهم في الهواء الذاري إلى عنان السماء وقلبهم وإتباعهم الحجارة المحرقة ، وغمرهم بالماء المناسب لفعلهم بنتنه وعدم نفعه ، وما ادخر لهم في الآخرة أعظم .


[61398]:زيد من مد.
[61399]:من مد، وفي الأصل: فيها.
[61400]:في مد: بالسحاب.
[61401]:في مد: بالسحاب.
[61402]:من مد، وفي الأصل: جنايتهم.
[61403]:من مد، وفي الأصل: جناية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

قوله : { وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم } أي تركنا في موضع القرية التي أهلك أهلها علامة من بعدهم ليعتبر بها من يعتبر وهو قوله : { للذين يخافون العذاب الأليم } أي الذين يخشون أن يحل بهم من العقاب ما حل بالسابقين من قبلهم . وقيل : المراد بالآية الدالة على هلاك قوم لوط ، أن جعل الله محلتهم بحيرة منتنة وهي بحيرة لوط . ويشهد بذلك ما يجده الباحثون في الزمن الراهن من آثار الهالكين ومساكنهم الغائصة في أعماق البحر الميت{[4340]} .


[4340]:تفسير القرطبي جـ 17 ص 44-49 وفتح القدير جـ 5 ص 88، 89.