في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

1

ثم تعلو نبرة العتاب وتشتد لهجته ؛ وينتقل إلى التعجيب من ذلك الفعل محل العتاب : أما من استغنى ، فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى ? ! وأما من جاءك يسعى وهو يخشى ، فأنت عنه تلهى ? ! . . أما من أظهر الاستغناء عنك وعن دينك وعما عندك من الهدى والخير والنور والطهارة . . أما هذا فأنت تتصدى له وتحفل أمره ، وتجهد لهدايته ، وتتعرض له وهو عنك معرض !

/خ16

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

{ فأنت له تصدى } أي تتعرض له بالإقبال عليه والإصغاء لكلامه ! والاهتمام بإرشاده واستصلاحه ، رجاء أن يسلم ويسلم بإسلامه غيره . يقال : تصدى له ، أي تعرض . وأصله من الصدد ، وهو ما استقبلك وصار قبالتك .

يقال : دارى صدد داره ، أي قبالتها ، فأبدلت الدال حرف علة للتخفيف ، نحو تقضى البازي .

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

" فأنت له تصدى " أي تعرض له ، وتصغي لكلامه . والتصدي : الإصغاء . قال الراعي :

تصدي لوضَّاح كأن جبينَه *** سراجُ الدُّجَى يَحْنِي إليهِ الأسَاوِرُ{[15801]}

وأصله تتصدد من الصد ، وهو ما استقبلك ، وصار قبالتك . يقال : داري صدد داره أي قبالتها ، نصب على الظرف . وقيل : من الصدى وهو العطش . أي تتعرض له كما يتعرض العطشان للماء ، والمصاداة : المعارضة . وقراءة العامة " تصدى " بالتخفيف ، على طرح التاء الثانية تخفيفا . وقرأ نافع وابن محيصن بالتشديد على الإدغام .


[15801]:الإسوار (بكسر الهمزة وضمها) قائد الفرس، وقيل: هو الجيد الرمي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجمع أساورة وأساور.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

{ فأنت له } أي دون الأعمى { تصدى * } أي تتعرض بالإقبال عليه والاجتهاد في وعظه رجاء إسلامه وإسلام أتباعه بإسلامه وهم عتبة بن ربيعة وأبو جهل وأبي و{[71603]} أمية ابنا خلف ، وأشار{[71604]} حذف تاء التفعل في قراءة الجماعة وإدغامها في قراءة نافع وابن كثير إلى-{[71605]} أن ذلك كان على وجه خفيف كما هي عادة العقلاء .


[71603]:زيد من ظ و م.
[71604]:زيد في الأصل: إلى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71605]:زيد من م.