الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

" فأنت له تصدى " أي تعرض له ، وتصغي لكلامه . والتصدي : الإصغاء . قال الراعي :

تصدي لوضَّاح كأن جبينَه *** سراجُ الدُّجَى يَحْنِي إليهِ الأسَاوِرُ{[15801]}

وأصله تتصدد من الصد ، وهو ما استقبلك ، وصار قبالتك . يقال : داري صدد داره أي قبالتها ، نصب على الظرف . وقيل : من الصدى وهو العطش . أي تتعرض له كما يتعرض العطشان للماء ، والمصاداة : المعارضة . وقراءة العامة " تصدى " بالتخفيف ، على طرح التاء الثانية تخفيفا . وقرأ نافع وابن محيصن بالتشديد على الإدغام .


[15801]:الإسوار (بكسر الهمزة وضمها) قائد الفرس، وقيل: هو الجيد الرمي بالسهام، وقيل: هو الجيد الثبات على ظهر الفرس، والجمع أساورة وأساور.