اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ} (6)

وقوله تعالى : { فَأَنتَ لَهُ تصدى } تقدمت فيه قراءتا التثقيل والتخفيف .

قال الزجاج : أي : أنت تقبل عليه وتتعرض له وتميل إليه ، يقال تصدى فلان لفلان ، يتصدّد إذا تعرض له ، والأصل فيه تصدد يتصدّد من الصدد ، وهو ما استقبلك وصار قبالتك فأبدل أحد الأمثال حرف علة مثل : تظنيت وقصيت ، وتقضى البازي قال الشاعر :

5107ب- تَصدَّى لِوضَّاح كأنَّ جَبينَه *** سِرَاجُ الدُّجَى يُجْبَى إليه الأساور{[59353]}

وقيل : هو من الصدى ، وهو الصوت المسموع في الأماكن الخالية والأجرام الصلبة .

وقيل : من الصدى وهو العطش ، والمعنى على التعرض ، ويتمحّل لذلك إذا قلنا أصله من الصوت أو العطش .

وقرأ أبو جعفر «تُصْدي » بضم التاء وتخفيف الصاد . أي يصديك حرصك على إسلامه .

يقال : صدى الرجل وصديته ، وقال الزمخشري{[59354]} : وقرئ «تُصدي » بضم التاء أي تعرض ، ومعناه يدعوك إلى داع إلى التصدي له ؛ من الحرص والتهالك على إسلامه .


[59353]:البيت للراعي النميري. ينظر ديوانه (109)، والبحر المحيط 8/417، والدر المصون 4796.
[59354]:ينظر: الكشاف 4/701، 702.